الى

أكثر من (1000) قطعة سجّادٍ فريدة ونادرة وثمينة تحمل رسالةً وحكاية تخلّدُها وتدوّنُها خيوطُ أصوافها

على غرار ما هو معمولٌ به في مثيلاته محليّاً وعالميّاً، أفرد متحفُ الكفيل للنفائس والمخطوطات جزءاً من مساحة عرضِه المتحفيّ، لقطع السجّاد النادر والثمين الذي يعود لحقبٍ زمنيّة مختلفة، تحمل بين طيّات خيوط أصوافها رسائل وحكايات، بعضٌ منها يوثّق لفترةٍ أو حقبةٍ زمنيّة مضت، وقد وصلت للمتحف أغلبها كهديّة لصاحب المرقد الطاهر أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لذلك فإنّها تُعدّ من القطع النادرة والفريدة التي تعود لمدارس حياكةٍ عالميّة.

هذا بحسب ما أطلَعَنا عليه رئيسُ قسم المتحف الأستاذ صادق لازم الزيدي، وأضاف: "يضمّ المتحفُ أكثر من (1000) قطعة سجّادٍ حيكت يدويّاً وهي بمختلف الأنواع والأحجام والقياسات، ويُعدّ بعضُها من أفخر السجّاد وأندرِه، حيث أُبدِع في صناعته بنقوشٍ وزخارف نباتيّة وصور وغيرها من الأشكال التي تعكس حضارة كلّ بلد، كما أبدَعَ نسّاجوه في نسجه وبذلوا عليه جهداً كبيراً ومهارةً فريدة أظهرته بشكلٍ مميّز، وإنّ ما موجود في المتحف غير موجودٍ في غيره من المتاحف، وهذه ميزةٌ امتاز بها متحفُ الكفيل عن غيره لكون أنّ السجّاد مُهدى الى مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)".

وتابع: "السجّاد الموجود لدينا هو تركيّ وأفغانيّ وإيرانيّ، والأخير يشكّل النسبة الأكبر لكونه من البلدان التي اشتهرت بهذه الصناعة، وجميعه مخزونٌ ومصنَّف وفق أحدث آليّات الخزن المتّبعة في المتاحف، أمّا المعروض منه فهو كذلك قد عُرض بطريقةٍ جميلة ورائعة تُظهر قيمته".

وبيّن الزيدي: "منذ افتتاحنا للمتحف شكّلنا لجنةً متخصّصة عملت على فرز وتصنيف السجّاد وتوثيقه وتصويره، وأجود أنواع السجّاد الموجود لدينا هو الكاشانيّ، بالإضافة الى الأنواع الأخرى مثل (كرمان، مشهد، ملايير، تبريز، قم، بيجار، خراسان، بخارى، انكلاس) وغيرها الكثير".

مضيفاً: "بالنسبة لعَرْض السجّاد في قاعة المتحف أُفردت له مساحةٌ لكنّها قليلة بالنسبة لما موجود، حيث تُعرض السجّادة بعد أن تثبّت على قماش الكتّان وتؤطّر بقماشٍ آخر حسب اللّون المناسب، وتُعرض بالطريقة المائلة حتّى لا يؤثّر ثقل السجّادة على نسيجها، وتكون الإضاءة قليلة نسبيّاً حتّى لا تؤثّر على الألوان، ممّا يوفّر أجواءً مناسبة للحفاظ عليها".

وبخصوص طريقة وآليّة الخزن فقد أوضح الزيدي: "عمليّة الخزن تتمّ باستخدام أحدث طرق الخزن التي تمرّس عليها فريقٌ مختصّ، بعد أن زُجّ أفرادُه في دوراتٍ تخصّصية عديدة، باعتبار أنّ هذه الطريقة تتناسب مع الأجواء الموجودة لدينا، ويتمّ توثيق السجّاد من خلال تصويره وترقيمه وتسجيل معلوماته يدويّاً وإلكترونيّاً، ببرامج خاصّة (قاعدة بيانات) أُعدّت لهذا الغرض".

موضّحاً كذلك: "يمتلك متحفُ الكفيل ملاكاتٍ فنّية متخصّصة ومحترفة لترميم وصيانة السجّاد، وحسب نوع وعمر كلّ سجّادة والخامة المصنوعة منها، وقد اكتسبت هذه الملاكات الخبرة بعد إدخالها في عدّة دورات مكثّفة طُبّقت عمليّاً في المتحف، وهذه الخبرات لم تكن حصريّة بنا فحسب بل وسّعت فائدتها، حيث تمّ إعطاء دوراتٍ لجهاتٍ أُخَر منها لكوادر المتحف العراقيّ".
تعليقات القراء
1 | حاتم كريم برسيم | 07/06/2020 21:25 | العراق
اتمنه من الله العلي القدير ان يشافي ويعافي كل مريض بحق مريض كربلاء زين العابدين
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: