الى

أوّلُ مشروعٍ من نوعه في كربلاء تَمُرّ ذكراه السنويّة الثالثة.. (رُحماءُ بينهم) تطوّرٌ إنسانيّ مستمرّ

تمرّ علينا هذه الأيّام الذكرى السنويّة الثالثة لانطلاق مشروعٍ إنسانيّ تبنّته واحتضنته العتبةُ العبّاسية المقدّسة وباركته وأيّدته المرجعيّةُ الدينيّة العُليا، توسّم بـ(رُحَماءُ بَيْنَهُم) وهو مشروعٌ يُعنى بالأطفال فاقدي الرعاية الأُسريّة الذين اتّخذوا الشارع مأوىً لهم، في محاولةٍ لتأهيلهم (نفسيّاً، سلوكيّاً، تربويّاً، تعليميّاً، صحيّاً) ودمجهم أُسريّاً ومجتمعيّاً، كذلك يعدّ هذا المشروع الوطنيّ الأوّل من نوعه في كربلاء الذي يعمل على إنقاذ حياة الأطفال (الذكور والإناث) من التشرّد والضياع.

رئيسُ قسم التربية والتعليم في العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور أحمد صبيح الكعبي أكّد أنّ مركز (رُحَماءُ بَيْنَهُم) هو من المشاريع الإنسانيّة التي احتضنتها العتبة العبّاسية المقدّسة، والمهمّة لتقديم الخدمة المجتمعيّة لأبناء بلدنا الحبيب.

وأضاف: "إذ يتكفّل برعاية الأطفال الذين فقدوا الرعاية الأُسريّة عددٌ من الشباب المثقّف الواعي من مدينة كربلاء المقدّسة، حاملين رسالةً إنسانيّةً هادفة، لمعالجة الظواهر المجتمعيّة التي أفرزتها الأزماتُ التي مرّ بها البلد طيلة الفترات السابقة".

مبيّناً: "يُساهم المركز في بناء هؤلاء الأطفال وفق أُسسٍ مجتمعيّة سليمة، حيث يتمّ إدخالهم واحتضانهم بعد أن تكون هناك معلوماتٌ وافية عبر استمارةٍ خاصّة تُسمّى (دراسة الحالة)، أُعدّت من قِبل عددٍ من المختصّين في علم النفس الاجتماعيّ وعلم نفس الطفل، العاملين في القسم المذكور وهم أيضاً يُشرفون على المشروع".

موضّحاً: "يحتضن القسمُ أيضاً أطفال المشروع في مجموعة العميد التعليميّة، من أجل تلقّيهم التعليم أُسوةً بأقرانهم، لتكون لهم فرصةٌ تعليميّة تربويّة تُساهم في دمجهم في المجتمع مرّةً أخرى".

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا المشروع التقت شبكةُ الكفيل بالأستاذ أمير حسن عباس أحد الأعضاء المؤسّسين، فبيّن: "انطلق المشروعُ في الشهر السادس من العام 2017م، وبداياته كانت بجهودٍ ذاتيّة من قِبل مجموعةٍ من الشباب الواعي، حيث كانت بوادره عندما تمّ التعرّف على عددٍ من الأطفال البالغ عددهم (9) أطفال، وتمّ توفير احتياجاتهم وعمل مجموعةٍ من الأنشطة الترفيهيّة لهم، واستمرّ العمل هكذا لحين أدركت الهيأة التأسيسيّة أهمّية رعاية مشروعهم من قِبل جهةٍ مناسبة تُهيّئ له الأرض الخصبة المعطاء، فتوجّهنا للمرجعيّة الدينيّة العُليا وعرضنا مشروعنا أمامها، فما وجدنا منها إلّا أن حفّتنا بحنانها الأبويّ فأصبح المشروع تحت جناح المرجعيّة العُليا، وبإشرافٍ ورعايةٍ خاصّة تمثّلت بالعتبة العبّاسية المقدّسة، التي أخذت على عاتقها دعم المشروع على جميع الصعد ماديّةً كانت أو معنويّة، انطلاقاً من كلماتٍ مباركةٍ لسماحة المرجع الدينيّ الأعلى آية الله السيد علي الحسينيّ السيستاني (دام ظلّه): "أنا لا آكل لأنّهم جائعون فاحرصوا على أن لا يكونوا جائعين"، وكان ذلك أثناء لقائنا مع سماحة السيّد (دام ظلّه)".

وأضاف: "بعد أن أخذ المشروع إطاره الإداريّ وارتباطه بالعتبة المقدّسة وأصبح مركزاً، وُضعت غاياته وأهدافه التي كان أبرزها:

‌‎- الحفاظ على الطفل من حالة التسوّل التي تؤدّي به إلى الدخول في عصاباتٍ منظّمة لارتكاب مختلف الجرائم.

‌‎- إيواء ورعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الإنسانيّة فاقدي الرعاية الأُسريّة.

‌‎- تأمين الرعاية الخاصّة للأطفال المشرّدين والمختلّين عقليّاً.

- غرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوسهم من خلال التوجيه التنمويّ والعقائديّ.

‌‎- العمل مع الأطفال لتحقيق أحلامهم.

‌‎- إعداد قادةٍ لبناء مستقبلٍ جديد.

‌‎- نقل إدراك الطفل من كيف يعيش إلى كيف يُبدع.

‌‎- الاستمرار في متابعة تعليم الأطفال المسجّلين بشكلٍ مستمرّ ودوريّ، لتفقّد وضع الأطفال الدراسيّ بموجب استمارةٍ خاصّة معدّة من قِبل ملاك المشروع.

‌‎- متابعة العوائل بشكلٍ مستمرّ من ناحية صرف رواتبهم المخصّصة لهم من قِبل العتبة العبّاسية المقدّسة وتوفير احتياجاتهم وتفقّد أحوالهم.

‌‎- متابعة الأطفال صحّياً من خلال أخذ الأطفال المصابين ببعض الأمراض والذين يعانون من مشاكل صحّية إلى مستشفى الكفيل التخصّصي وتوفير العلاج اللازم لهم مجّاناً.

‌‎- تنظيم جلساتٍ مستمرّة لترشيد الرؤية تجاه هذه القضيّة المجتمعيّة، وكيفيّة بناء ماكنة إنتاجيّة مثمرة من هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى جلسات مشاورة بين أعضاء الفريق لمشاركة أفكارهم، وورش تخطيط مستمرّة من قبل ملاك المشروع".

أمّا أهمّ الإنجازات التي تحقّقت منذ تأسيس المشروع، فبيّن قائلاً:

- لمّ شمل (٣٧) طفلاً مع عوائلهم وتوفير متطلّبات العيش الكريم لهم، بالإضافة إلى تسجيلهم في مدارس مجموعة العميد التعليميّة التابعة للعتبة العبّاسية مجّاناً وفي مدارس أُخَر.

‌‎- المساهمة في إيواء مجموعةٍ من الأطفال وتسجيلهم في المدارس.

‌‎- توفير احتياجات (٢٠٠) طفل تقريباً وخلق حالةٍ من الأمل والتفاؤل بينهم.

‌‎- تأسيس فريق (رحماء بينهم النسويّ) الذي يُعنى برعاية الإناث من الأطفال ويُعنى بتأهيلهم وإعدادهم في الجوانب النفسيّة والتربويّة والاجتماعيّة.

‌‎- تأسيس (فريق الطفل الرحيم) التطوّعي الذي يقودُهُ الأطفال بعد تأهيلهم وتطوير مهاراتهم.

أمّا عن طريقة انضمام هؤلاء الأطفال الى المشروع والاستفادة منه فهي "يتمّ استقطاب الأطفال عن طريق جهتين هما: (جهة مدنيّة) وتعتمد على الأفراد والحملات الشبابيّة لاستقطاب الأطفال استقطاباً مباشراً، و(جهة حكوميّة) ويتمّ ذلك عن طريق الدوائر الحكوميّة".

واختتم: "المشروع حاليّاً في كربلاء فقط وهناك تطلّعات لتوسعته على نطاق العراق، ونبقى مع من انضمّ الى المشروع إلى أن يتحمّلوا مسؤوليّة أنفسهم، ليُصبحوا كأقرانهم الأسوياء في الحياة الاجتماعيّة، أمّا الأطفال الذين لم يحالفهم الحظّ في الدراسة فنسعى جاهدين لإيجاد بيئة دراسيّة أخرى لهم تمكّنهم من القراءة والكتابة، ثمّ العمل على الجانب المهاراتي لتطويرهم وتعليمهم حِرَفاً منوّعة تمكّنهم من استثمارها في حياتهم".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: