الى

مولدُ شمس الشموس وأنيس النفوس الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليهما السلام)

في مثل هذا اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام عام (148) للهجرة وفي المدينةِ المنوّرة، عمَّ الفرحُ والسرورُ بيتَ الإمامِ موسى بنِ جعفر(عليه السلام)، بولادةِ الإمام عليّ بن موسى الرّضا وسميّ جدّه المرتضى (عليهما السلام)، وهو الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
وأشرقت الأرضُ بمولد الإمام الرضا(عليه السلام)، فقد وُلد خير أهل الأرض، وأكثرهم عائدةً على الإسلام، وسرتْ موجاتٌ من السرور والفرح عند آل النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وقد استقبل الإمامُ الكاظم(عليه السلام) النبأ بهذا المولود المبارك بمزيدٍ من الابتهاج، وسارع إلى السيّدة زوجته يهنّيها بوليدها قائلاً: (هنيئاً لك يا نجمة كرامةً لك من ربّك..) وأخذ وليده المبارك وقد لُفّ في خرقةٍ بيضاء، وأجرى عليه المراسيم الشرعيّة فأذَّن في أُذُنه اليمنى وأقام في اليسرى، ودعا بماء الفرات فحنّكه به، ثمّ ردّه إلى أمّه، وقال لها: (خذيه فإنّه بقيّة الله في أرضه..).
نشأ الإمام الرضا(عليه السلام) في بيتٍ من أجلِّ البيوت وأرفعها في الإسلام، إنّه بيتُ الإمامة ومركز الوحي، ذلك البيت الذي أذِنَ الله أن يُرفع ويُذكر فيه اسمه، في هذا البيت العريق ترعرع الإمامُ الرضا ونشأ وقد سادت فيه أرقى وأسمى ألوان التربية الإسلاميّة الرفيعة، فكان الصغيرُ يَحتَرِم ويُبجّل الكبير، والكبيرُ يعطف على الصغير، كما سادت فيه الآداب الرفيعة والأخلاق الكريمة فلا تسمع فيه إلّا تلاوة كتاب الله، والحثّ على العمل الصالح وما يقرّب الإنسان من ربّه.
فكانت ولادته (عليه السلام) تجلّياً للخير والهدى وحقيقة التوحيد، وكان (سلام الله عليه) قائداً ربّانياً منقذاً في عواصف التسلّط والهوى والانكفاء، وإمامُنا هو الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين المعصومين(عليهم السلام)، فالسلامُ عليه يومَ وُلد مبارَكاً ميموناً ويومَ استُشهد مسموماً صابراً محتسباً ويومَ يُبعث حيّاً شاهداً على الأمّة وشهيداً.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: