وصلت ملاكاتُ قسم الصيانة الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، الى مرحلة اللّمسات الأخيرة الخاصّة بإنجاز بناية ردهة علاج المصابين بوباء كورونا المستجدّ والعيادات الاستشاريّة، التي ستكون ملحقةً بردهتَيْ الحياة الأولى والثانية في مدينة الإمام الحسين(عليه السلام) الطبّية في محافظة كربلاء المقدّسة، المخصّصة لاستقبال وعلاج المصابين بهذا الوباء، وذلك بعد مضيّ نحو (25) يوماً من العمل المتواصل على مدار أكثر من (18) ساعةً في اليوم، وبواقع وجبتَيْ عملٍ صباحيّة ومسائيّة دون كللٍ أو ملل، واصلةً الليل بالنهار من أجل إنجازها ضمن التوقيات الزمنيّة المحدّدة لها وبالمواصفات والتصاميم الخاصّة بها.
وعن هذه اللّمسات كان لشبكة الكفيل لقاءٌ بالمهندس المُقيم في المشروع محمد مصطفى الطويل الذي بيّن قائلاً: "تخطّت مراحلُ إنجاز المشروع حتّى هذه اللحظة الـ(97%) من النسبة الكلّية للعمل، وهي عبارة عن لمساتٍ ختاميّة فقط مع إجراء فحوصاتٍ للمنظومات الملحقة إضافةً لجميع مفاصل المشروع".
وأضاف: "أنّ ما تبقّى هو أعمالُ صبغ التغليف الخارجيّ الذي غُلّف بمادّة الفلين الحجري العازل، والتي من المؤمّل أن تُختتم هذه الليلة، مع إجراء بعض الأعمال الأُخَر كالتنظيف والتعقيم وطلاء أرضيّة غرف الأجنحة المفردة والمساحات المطلّة عليها وساحتها الوسطى بمادّةٍ ضدّ البكتيريا، وقد تمّ إجراء جميع الفحوصات على المنظومات الكهربائيّة والمياه والتبريد، ومنظومتَيْ سحب ودفع الهواء التي أثبتت نجاحها والحمد لله".
وأكّد الطويل: "يُعدّ إنشاء هذا المبنى وفي ظلّ هذه الظروف إنجازاً لملاكات العتبة العبّاسية المقدّسة يُضاف الى سلسلة إنجازاتها السابقة، فبالرغم من كلّ التحدّيات استطعنا أن ننجز العمل ضمن توقيتاته مع ما شَهدَه من إضافاتٍ عديدة اقترحتها الجهةُ المستفيدة، التي كان من المتوقّع أن تأخذ وقتاً إضافيّاً لكنّها لم تؤثّر على سير العمل، ومن أبرز التحدّيات التي واجهتها ملاكاتُنا واستطاعت أن تتجاوزها بجدارة وببركات مَنْ تشرّفنا بخدمته أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وبالدعم اللامحدود والمتابعة المتواصلة من قِبل القائمين على العتبة المقدّسة الذين عملوا على توفير كلّ المستلزمات والمناخات الضروريّة لإنجازه، كان من تلك التحدّيات التي استطعنا التغلّب عليها هي:
- قلّة الملاكات العاملة في المشروع لكون أنّ القسم مكلّفٌ بمشاريع مشابهة في محافظتي المثنّى وبغداد، فضلاً عن أعمال تطويرٍ وتأهيل أُخَر تتعلّق بالعتبة العبّاسية المقدّسة.
- خطورة المكان على سلامة العاملين لكونه يقع بالقرب من ردهات عزل المصابين بكورونا.
- بُعْد مصادر الكهرباء الرئيسة، حيث بلغ طول القابلوات الكهربائيّة الرئيسة المغذّية (250) متراً، وأُجريت أعمال التسليك بصعوبة حتّى تمّ إيصالها للبناية.
- صعوبة وصول بعض الموادّ الضروريّة الخاصّة بالمبنى نتيجة فرض حظر التجوال الوقائيّ".
يُذكر أنّ بناية الحياة الرابعة واستشاريّاتها جاءت كمبادرةٍ من العتبة العبّاسية المقدّسة لدعم الواقع الصحّي في المحافظة، وزيادة السعة السريريّة لاستيعاب المصابين بهذا الوباء، وتُقام على مساحة (1000) مترٍ مربّع قُسمت الى جزئين:
الجزء الأوّل: تبلغ مساحته (350) متراً مربّعاً ويضمّ ستّ عياداتٍ استشاريّة طبّية مساحة الواحدة (12) متراً مربّعاً، يُضاف إليها مختبرٌ بمساحة (24) متراً مربّعاً فضلاً عن غرفةٍ للسونار وأخرى للأشعّة، وغرفة لإدارة المبنى بمساحة (24) متراً مربّعاً واستعلامات وستّ مجاميع صحّية ثلاث للرجال ومثلها للنساء، مع صالة انتظارٍ للمراجعين تبلغ مساحتها (114) متراً مربّعاً.
والجزء الثاني: تبلغ مساحته (600) مترٍ مربّع ويضمّ (15) غرفةً مفردة (سويت) ذات ثلاثة أسرّة ومجموعتين صحيّتين، إضافةً لذلك هناك غرفةٌ للأطبّاء وصيدليّة وغرفتان منفصلتان للممرّضين والممرّضات وغرفة للإدارة ومخزن، وغرفتان خاصّتان للملاكات الطبّية واحدة للرجال والأخرى للنساء، مضافاً إليها مجموعتان صحّيتان منفصلتان كذلك للرجال والنساء.