الى

تحقيقُ المخطوطات في مركز تراث كربلاء منهجٌ علميّ ثابت وخطواتٌ تكفل المصداقيّة

تُعدّ وحدةُ التحقيق في مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، من الوحدات الهامّة ذات العطاء الكبير في المجال التراثيّ والفكريّ، وتستمدّ هذه الوحدة أهمّيتها من أهمّية عمليّة التحقيق التي تعمل على إحياء المؤلّفات المخطوطة القديمة، لتبصر النور من جديد وتُقدَّم الى الأجيال على طبقٍ من ذهب؛ للاستفادة منها.
مديرُ مركز تراث كربلاء الدكتور إحسان الغريفي أوضح لشبكة الكفيل طبيعة عمل هذه الوحدة فبيّن قائلاً: "يعتبر تحقيق المخطوطات وبالأخصّ التي لها علاقة بتراث مدينة كربلاء المقدّسة من أهمّ الأهداف التي من أجلها أُسّس المركز، فقد عملنا على تبنّي هذا الموضوع لأهمّيته وتمّ إعداد وتهيئة فريقٍ متخصّص صُقِلت مهاراتُه بعددٍ من الدورات التخصّصية، حتّى أصبح وحدةً متكاملة تضمّ مجموعةً من المختصّين الأكاديميّين وفضلاء الحوزة العلميّة الذين ساهموا بإصدار عددٍ من الكتب المحقَّقة، بالإضافة الى إصدار مجلّة (تراث كربلاء المخطوط) الحوليّة، ونشر مجموعةٍ من المخطوطات المحقَّقة في مجلّة تراث كربلاء الفصليّة المحكّمة".
وأضاف: "يتبع العاملون في وحدة التحقيق منهجاً علميّاً متطوّراً وخطواتٍ تكفل المصداقيّة في تحقيق المخطوطات، يستند على مراحل أهمّها:
- البحث عن المخطوطات الكربلائيّة التي لم تُحقّق عن طريق فهارس المخطوطات، وعن طريق الاتّصال بالمكتبات التي تحتوي على مخطوطاتٍ وبمساعدة أصحاب الخبرة.
- دراسة المخطوطة ومعرفة عدد النسخ المتوافرة لها وأماكن تواجدها، والتأكّد منها هل هي محقّقة أم لا؟.
- تنضيد المخطوطة من قِبل مختصّين لهم القدرة على قراءة المخطوطات بالشكل الصحيح، وتنضيدها إلكترونيّاً بدقّةٍ عالية وكما هي.
- مقابلة المخطوطة.. حيث يقوم عددٌ من الأشخاص المختصّين بهذا المجال بمقابلة المخطوطة ومقارنة النصّ المخطوط مع النصّ المنضَّد للتأكّد من صحّته.
- التحقيق: يتمّ خلال هذه المرحلة ضبط النصّ وتخريج ما يلزم تخريجُه من النصوص، مثلاً (وضع أرقام الآيات القرآنيّة، والرجوع الى سند الأحاديث).
- المراجعة العلميّة: يقوم بها شخصٌ خبير في علم التحقيق ومختصّ في علم المخطوطة بالذات إذا كانت أدبيّة أو فقهيّة أو ما شابه، لتصحيح بعض الأخطاء وتقويم عمل التحقيق بصورةٍ عامّة.
- التدقيق اللّغوي والإخراج الطباعيّ والمراجعة النهائيّة من قِبل الخبير، للتأكّد من سلامة الكتاب من الأخطاء والعيوب العلميّة والفنّية.
- مرحلة الفهرسة: يتمّ خلالها إعداد الفهارس الفنّية للكتاب المحقَّق".
يُذكر أنّ الهدف من إنشاء مركز تراث كربلاء هو من أجل الحفاظ على تراث مدينة كربلاء المقدّسة، فضلاً عن تهيئة مرجعٍ معلوماتيّ لتاريخ وحاضر مدينة كربلاء المقدَّسة ليرتشف منه الباحثون وطلابُ الفكر والعلوم والمعارف، إضافةً الى ذكر مآثر الشخصيّات الكربلائيّة وتوثيقها وفاءً لأصحابها كي لا تُبخس حقوقُهم، وخلق حالة التواصل بين الأجيال الحاضرة والماضية ليقتدوا بهم في الإبداع والمآثر، والعمل على إبراز قِدَم المدينة لكونها مِن المدن التاريخيّة.
وللاطّلاع على أهمّ نشاطات المركز يُمكن زيارته في محافظة كربلاء (حي البلديّة/ الفرع المقابل لبناية فندق بيت الجود/ قرب مؤسّسة المعصومين الأربعة عشر)، أو متابعته عبر الرابط الآتي: http://www.mk.iq/cen.php?id=1
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: