الى

للمحافظة على صحّة الزائرين وحمايتهم: تبديلُ رايتَيْ القبّتَيْن من الحمراء الى السوداء بمراسيم مختصرة إيذاناً ببدء محرّم 1442هـ

تتجدّد سنويّاً دروسُ النهضة الحسينيّة العظيمة وملحمتها البطوليّة ببدء شهر محرّم الحرام، هذا الشهر الذي قضت الأعرافُ العراقيّة أن يتمّ فيه إنزالُ الراية الحمراء التي تعلو قبّة مرقدَيْ الإمام الحسين وأخيه العبّاس(عليهما السلام)، واستبدالها بأخرى سوداء إيذاناً ببدء طقوس استذكار الواقعة ودروسها، وسط أجواءٍ يسودها الحزنُ والأسى واللّوعة.
وقد كانت طقوسُ تبديل الراية لقرونٍ طويلة تُجرى بشكلٍ اعتياديّ من قِبل إدارة كلّ عتبةٍ على حدة، وتكاد عمليّةُ التبديل أن تكون غير محسوسةٍ ولا معلومةٍ لدى الكثيرين، إذ يتفاجأ الناسُ بتبديل الرايتَيْن بعد دخول شهر المحرّم بدقائق بعد أذان المغرب، وخصوصاً في عقود حكم الدكتاتوريّة حيث التضييق على أيّ حركةٍ شعائريّة.
ولكنّ إدارتَيْ العتبتَيْن المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية بعد تنفّس المؤمنين هواء الحرّية بسقوط الديكتاتوريّة، قرّرتا أن تكون هذه المراسيم ذات هيبةٍ ووقعٍ في النفوس، لتلفت أنظار العالم لهذا الشهر الذي جرت فيه أعظمُ ملحمةٍ غيّرت مجرى التاريخ، وحفظت الإسلام سالماً لآلاف السنين حتّى يرث اللهُ الأرض ومَنْ عليها، فأضافت لعمليّة التبديل مجموعة فعّالياتٍ حسينيّة كالقصائد والمرثيّات وكلمات الوعظ وسط حشودٍ من مئات آلاف الزائرين في السنوات الأخيرة، تتخلّلها موسيقى شعائريّة وجوقات عسكريّة للجيش العراقيّ، وغير ذلك ممّا يعظّم شأن هذه المناسبة.
بدأت أوّل مراسيم تبديلٍ على مستوى طقسيّ بدءاً من محرّم عام 1426هـ الموافق لشهر شباط 2005م، حيث كانت المشاركة محدودةً وبسيطة ببضعة عشرات من المؤمنين.
واستمرّت هذه الشعيرة منذ انطلاقها في ذلك العام حتّى محرّم 1441هـ، في تصاعدٍ كبير للحضور وتنوّعٍ في الفعّاليات، حتّى وصل عددُ المشاركين الى مئات آلاف المؤمنين في تلك السنة الموافقة لعام 2019م.
ولأنّ هذه المناسبة أصبحت مليونيّة وزحامها فيه خطرٌ على صحّة الزائرين وسط انتشار وباء كورونا، وللمحافظة عليهم وعلى سلامتهم، وفقاً لتعليمات وزارة الصحّة ومنظّمة الصحّة العالميّة، وبحسب توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا القاضية بإقامة الشعائر الحسينيّة مع المحافظة على التعليمات الصحّية، لأجل ذلك كلّه تمّ تقليص هذه المراسيم لمحرم 1442هـ الموافق (20/ 8/ 2020م) بما يشبه السنوات الأولى، فشملت عمليّة التبديل لرايتَيْ القبّتين، وتشغيل القصيدة الخالدة (يا شهر عاشور) للراحل الرادود حمزة الصغير، وإطفاء الإنارة البيضاء والخضراء في منطقة العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية وبين الحرمَيْن والشوارع المؤدّية لهما، وإنارتها باللّون الأحمر.
وتشيرُ الرايةُ الحمراء الى أنّ صاحب هذا القبر قُتل ولم يؤخذ بثأره حسب العرف العربيّ السائد، فيما تشير الرايةُ السوداء الى الحزن والعزاء، وفي كلّ عامٍ يتمّ إنزال الراية الحمراء واستبدالها بأخرى سوداء وتبقى حتّى الأوّل من شهر ربيعٍ الأوّل، حيث يتمّ إرجاع الراية الحمراء.
ويذكر المؤرّخون أنّ أوّل من رفع رايةً حمراء كان شيخُ قبيلة بني أسد، وبعد أن بنى المختار الثقفيّ أوّل مرقد للإمام الحسين(عليه السلام) تمّ رفع الراية الحمراء فوق قبّته، وهي موجودةٌ منذ ذلك الزمان ويتمّ تجديدها كلّ عام.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: