الى

محطّاتٌ عاشورائيّة: السادس من محرّم استنصار حبيب بن مظاهر بني أسد لنصرة الإمام الحسين (عليه السلام)

تشيرُ الرواياتُ إلى أنّه في السادس من محرّم عام 61هـ، لمّا رأى حبيب بن مظاهر(رضوان الله عليه) كثرة العساكر وتصميمهم على حرب الحسين(عليه السلام)، أقبل إليه وقال له: سيّدي إنّ ها هنا حيّاً من بني أسد، أفتأذنُ لي أن أمضي إليهم وأدعوهم الى نصرتك؟ فقال له الحسين(عليه ‌السلام): بلى امضِ.
فانسلّ حبيبٌ في جوف الليل حتّى إذا جاء الى ذلك الحيّ اجتمعوا عليه ورحّبوا به، ثمّ قالوا له: ما حاجتُك؟ فقال: إنّي أتيتكم بخير ما أتى به وافدٌ على قومه، جئتكم لأدعوكم الى نصرة ابن بنت رسول الله(صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله‌)، وهذا ابن سعدٍ أحاط به وأنتم عشيرتي، أطيعوني تنالوا شرف الدنيا والآخرة، والله لا يُقتل أحدٌ منكم إلّا وكان لمحمّدٍ(صلّى‌ الله ‌عليه ‌وآله‌) رفيقاً يوم القيامة.
فقام إليه رجلٌ يسمّى عبد الله بن بشير، فقال: يا حبيب أمّا أنا فأوّل من يُجيبك إلى هذه الدعوة، وها أنا ماضٍ معك. قال: فتبادروا حتّى اجتمعوا تسعين رجلاً، وأقبلوا معه يريدون الحسين(عليه ‌السلام).
قال: وخرج رجلٌ من ذلك الحيّ وأقبَلَ الى ابن سعدٍ فأخبره، فدعا اللعينُ بالأزرق الشاميّ وضمّ إليه خمسمائة فارس ووجّههم معه إلى بني أسد، فاستقبلهم الأزرق ليلاً على شاطئ الفرات، فتصادم معهم بنو أسد سويعة، وصاح به حبيب: ويحك يا أزرق.. دعْ يشقَ بنا غيرك.
قال: ولمّا رأى بنو أسد أنْ لا طاقة لهم على القوم تراجعوا الى حيّهم ورحلوا عن منازلهم، وبقي حبيبٌ وحده فرجع الى الحسين(عليه ‌السلام) وأخبره بالخبر، فقال الحسين(عليه السلام): إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وما تشاؤون إلّا أن يشاء الله، ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العليّ العظيم.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: