ليلة العاشر من محرّم الحرام، هذه الليلة العظيمة التي أحياها الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته، وهم يُصَلّونَ ويُسَبِّحونَ ويَستَغفِرونَ ويَدعونَ ويَتَضَرَّعونَ، لقد أرادوا أن يلاقوا الله تعالى بقلبٍ سليمٍ ونفسٍ مطمئنّة، وهم يسألون الله العفو والمغفرة والرحمة؛ وقد سهروا تلك الليلة لإحيائها بالعبادة والصلاة والدعاء، حتّى أنّه لم يذقْ أحدٌ منهم طعم الرقاد -كما يُروى في بعض المصادر التاريخيّة-.
ومن أعمال هذه الليلة:
الصّلاة مائة ركعة، كلّ ركعة بالحمد و ﴿قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ﴾ ثلاث مرّات، ويقول بعد الفراغ من الجميع: سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَليِّ الْعَظيمِ (سبعين مرّة)، وقد ورد الاستغفار أيضاً بعد كلمة (الْعَليِّ الْعَظيمِ).
في روايةٍ أخرى ومنها الصّلاة أربع ركعات في آخر اللّيل، يقرأ في كلّ ركعة بعد الحمد كلّاً من آية الكرسي والتّوحيد والفلق والنّاس (عشر مرّات)، ويقرأ التّوحيد بعد السّلام مائة مرّة.
والصّلاة أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد والتّوحيد خمسين مرّة، وهذه الصّلاة تطابق صلاة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) ذات الفضل العظيم.
أمّا الذكر بعد هذه الصّلاة: فإذا سلّمت من الرّابعة فأكثر من ذكر الله تعالى والصّلاة على رسوله واللّعن على أعدائهم ما استطعت.
ورُوي في فضل إحياء هذه اللّيلة أنّ من أحياها فكأنّما عبَدَ الله عبادَةَ جميع الملائكة، وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة، ومن وُفّق في هذه اللّيلة لزيارة الحُسين(عليه السلام) بكربلاء والمبيت عنده حتى يُصبِح، حشره الله يوم القيامة ملطّخاً بدم الحسين(عليه السلام) في جملة الشّهداء معه (عليه السلام).