الى

محطّاتٌ عاشورائيّة: الرّباب تخاطب الرأس المقدّس للإمام الحسين(عليه السلام).. إنّ الذي كان نوراً يُستضاءُ به في كربلاء قتيلٌ غير مدفون

يذكرُ أصحابُ السير أنّه في مثل هذه الأيّام من سنة 61 للهجرة، وبعد أن وصلت سبايا آل محمد من كربلاء الى الكوفة، أنّ عبيد الله بن زياد عامل الطاغية يزيد أمر بأن يُحتجزن في دارٍ خربة جنب المسجد الأعظم، وإنّه لم يكتفِ بتشفّيه بما حلّ بالإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله عليهم أجمعين) في بداية وصولهم الى مجلسه، بل دفعه حقدُه الى تكرار ذلك العمل الشنيع الذي يندى له كلّ جبين، فيأمر ثانيةً بإحضار رأس الإمام الحسين(عليه السلام)، ودعا بهم مرّةً أُخرى فأُدخلوا عليه تتقدّمهم ربيبةُ الوحي وعقيلةُ النبوّة السيّدة زينب(عليها السلام)، وأخذ اللعينُ يعبث به وينكت بين شفتيه الكريمتَيْن بعصا كانت في يدِه.
فلمّا أُدخلوا عليه رأت النّسوةُ رأس الحسين(عليه السلام) بين يدَيه والأنوار الإلهيّة تتصاعد من أساريره إلى عنان السّماء، فلم تتمالك الرباب زوجةُ الحسين(سلام الله عليه) ووالدة عبد الله الرضيع وسكينة(عليهم السلام) نفسها، حيث قامت من بين الناس وأخذت الرأس المقدّس فقبّلته ووضعته في حجرها، وقد جاء في رواية (تذكرة السبط) أنّها أُتيحت لها فرصةُ الكلام في مجلس اللعين ابن زياد، فأزاحت الستار عن مجريات عاشوراء بخلاصةٍ عجيبة، نظمتها في مرثيّةٍ سُجّلت على صفحات التاريخ وعبّرت فيها عن مشاعرها في قصائد وأبيات نُسبت إليها:
إنَّ الذي كان نوراً يستضاءُ به بكربلاءَ قتيلٌ غيرُ مدفونِ
سبط النبيّ جزاك اللهُ صالحةً عنّا وجُنّبت خسرانَ الموازينِ
قد كنتَ لي جبلاً صعباً ألوذُ به وكنتَ تصحبنا بالرحم والدِّينِ
مَنْ لليتامى ومَنْ للسائلينَ ومَنْ يُعنى ويأوي إليهِ كلُّ مسكينِ
والله لا أبتغي صهراً بصهرِكُمُ حتّى أغَيَّبَ بين الماءِ والطينِ
تعليقات القراء
1 | ابن الزهرا | 11/09/2020 23:54 | ايران
وا حسینا
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: