الى

محطّاتٌ عاشورائيّة: رأسُ الحسين (عليه ‌السلام) يتلو من سورة الكهف

يقول السيّد المقرّم في مقتله: لمّا نُصب الرأس الأقدس في موضع (الصيارفة) وهناك لغطُ المارّة وضوضاء المتعاملين، فأراد سيّد الشهداء(عليه ‌السلام) توجيه النفوس نحوه، ليسمعوا بليغ عظاته.
تنحنح تنحنحاً عالياً، فاتّجهت إليه الناس، واعترتهم الدهشة، حيث لم يسمعوا أنّ رأساً مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين(عليه ‌السلام)، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) الكهف: ١٣، فلم يزدهم إلّا ضلالاً.
وفي (مناقب آل أبي طالب) لابن شهر آشوب أنّهم لمّا صلبوا الرأس الشريف على شجرةٍ خارج الكوفة، سُمِع منه: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) الشعراء: ٢٢٧.
وفي (تظلّم الزهراء) للقزويني، عن الحارث بن وكيدة، قال: كنتُ فيمن حمل رأس الحسين(عليه ‌السلام) فسمعته يقرأ سورة الكهف، فجعلت أشكّ في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله، فترك الحسين(عليه ‌السلام) القراءة والتفت إليّ يخاطبني: يابن وكيدة، أما علمت أنّا معاشر الأئمّة أحياءٌ عند ربّنا نُرزق؟!.
قال ابن وكيدة: فقلت في نفسي أسرق رأسه وأدفنه، فإذا الخطاب من الرأس الأزهر: يابن وكيدة ، ليس لك إلى ذلك سبيل، إنّ سفكهم دمي أعظم عند الله تعالى من تسييرهم إيّاي على الرمح، فذرهم فسوف يعلمون (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ) غافر: ٧١.
ولنِعْم ما قال الشاعر، وهو رزق الله بن عبد الوهاب الجبّائي في الحسين(عليه‌ السلام):
رأسُ ابن بنت محمّدٍ ووصيّه*** للناظرين على قناةٍ يُرفَعُ
والمسلمون بمسمعٍ وبمنظرٍ*** لا منكرٌ منهم ولا مُتفجِّعُ
كحلتْ بمنظرِك العيونُ عمايةً*** وأصمّ رزؤُك كلّ أذنٍ تَسمَعُ
أيْقظْتَ أجفاناً وكُنتَ لها كرىً*** وأنمتَ عَيْناً لم تكنْ بِكَ تَهجَعُ
ما روضةٌ إلّا تمنّت أنّها *** لك تربةٌ ولخطّ قبرِك مَضجَعُ
تعليقات القراء
1 | مرتضى محمد | 12/09/2020 14:01 | العراق
السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك عليك سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة في كل احواله في حياته بعد قتله وبعد دفنه وهو حي خالد ما بقي الدهر
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: