الى

مركزُ تراث كربلاء يختتمُ فعّاليات مؤتمره العلميّ الدوليّ الأوّل

اختتم مركزُ تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة عصر هذا اليوم السبت (6 ربيع الأوّل 1442هـ) الموافق لـ(24 تشرين الأوّل 2020م)، فعّاليات مؤتمره العلميّ الدوليّ الأوّل الموسوم بــ(التراث الكربلائيّ ومكانته في المكتبة الإسلاميّة)، الذي عُقد تحت شعار: (تراثنا هويّتنا) وذلك عبر المنصّة الإلكترونيّة (zoom).

الختام جاء بعد أن تمّ الانتهاء من أعمال الجلسات البحثيّة للمؤتمر التي كانت بواقع جلستَيْن صباحيّة ومسائيّة، طُرحت فيها مجموعةٌ قيّمة من البحوث لباحثين من داخل العراق وخارجه.

مديرُ مركز تراث كربلاء الدكتور إحسان الغريفيّ في كلمة الختام بيّن أنّه: "من دواعي سرورنا أن التقينا بكم في هذا المؤتمر، واطّلعنا على نتاجات الباحثين العلميّة والتراثيّة الخاصّة بتراث مدينة سيّد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)، هذه المدينة التي انمازت بطابعٍ روحيّ فريد، فهي تستحقّ البحث والعمل، فإحياء تراثها مسؤوليّةٌ علميّة وحضاريّة".

وأضاف: "ضمن نهجها المعرفيّ الذي أخذته على عاتقها العتبةُ العبّاسية المقدّسة وعلى رأسها المتولّي الشرعيّ سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، شرعت بتأسیس مرکز تراث کربلاء؛ لتسليط الضوء على إرثها المعرفيّ والثقافيّ والعلميّ بما يتلاءم وقدسيّة هذه المدينة ومكانتها عبر تاريخها الطويل؛ إذ أنّها كانت وما تزال مصدر إلهامٍ علميّ، ومركزاً حضاريّاً شُيّد بجهود علماء ومفكّرين وأدباء نهلوا من معينها الصافي، إحياءً لنتاجات علمائها ومفكّريها بالتدقيق والتحقيق والدراسة".

موضّحاً: "لقد تأسّس مركزُ تراث کربلاء في سنة ۲۰۱۳م، ومنذ ذلك الحين سعى نحو تعزيز المفهوم العامّ للتراث وتأكيد مكانة كربلاء، بوصفها مقدّساً مادّياً ومعنويّاً يحمل معاني التراث بجميع مفاصله، فلقاؤنا اليوم كان بادرةً ثقافيّة ذات رؤى وأبعاد علميّة متعدّدة ومميّزة من باقي أوجه الأنشطة الثقافيّة الأُخَر لمركز تراث کربلاء، التي تنوّعت بين تحقيق التراث المخطوط، وإصدار مجلّة علميّة محكّمة متخصّصة بالتراث الكربلائيّ تحمل اسم (تراث کربلاء)، وإصدار حوليّةٍ متخصّصة بتحقيق التراث الكربلائيّ المخطوط ونشره سُمّيت بـ(تراث کربلاء المخطوط)، فضلاً عن إصدار الكتب والموسوعات التراثيّة، وإقامة المعارض الفنيّة، والندوات التراثيّة التي تُعالج التراث بطريقةٍ حواريّة ذات طابعٍ توثيقيّ محبّذ لدى المتلقّي، يُمكن من خلالها أن يؤسّس لذائقةٍ واعية للثقافة بدرجةٍ كبيرة لمساسها بالحياة العامّة للمجتمع الكربلائيّ".

وتابع الغريفيّ: "من خلال هذا المؤتمر اطّلعنا على البحوث والدراسات والتحقيقات في شتّى أنواع المعارف الإسلاميّة واللّغويّة والأدبيّة والاجتماعيّة والتاريخيّة المتعلّقة بتراث مدينة كربلاء المقدّسة، التي أعدّها ونظّمها محقّقون وباحثون وأساتذة أكفاء من جامعات متعدّدة من داخل العراق وخارجه".

موضّحاً: "بلغ عددُ البحوث التي وصلت إلى اللّجنة التحضيريّة للمؤتمر مائتين وأحد عشر بحثاً، وبعد عرضها على اللّجنة العلميّة ودراستها وتقويمها من قِبل نخبةٍ من الأساتذة النابغين والمحقّقين البارعين، قُبِل مائة وستة عشر بحثاً منها، ورُفض خمسةٌ وتسعون بحثاً؛ لعدم توافر الشروط الكافية لقبولها".

كما تقدّم الدكتور إحسان بالشكر لسماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) على جهوده المباركة في إحياء تراث أهل البيت(عليهم السلام) إذ قال: "ونشكر سماحته على تذليل الصعوبات والمعوّقات التي تواجهنا في العمل وتلبية مستلزمات الرقيّ به على الصعد كلّها، والشكر موصول الى الأمين العامّ للعتبة المقدّسة ونائبيه ورئيس قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة، لحرصهم ومتابعاتهم الحثيثة لنشاطات المركز كلّها، کما نشكر جميع کادر مجلّة (تراث كربلاء) لما بذلوه من جهدٍ طيّب منذ اللحظات الأولى في التخطيط والتنفيذ لهذا المؤتمر، والشكر الجزيل كذلك للباحثين الأجلّاء مع حفظ الألقاب والمقامات من داخل العراق وخارجه، فهم قوام المؤتمر وعماده، فقد أغنوا المؤتمر بما يحملون من فكرٍ وثقافة ومعرفة وعلم وأدب، ونشكر أيضاً كلّ من شارك في التحكيم العلميّ لأبحاث مؤتمرنا، هذا والشكر موصول أيضاً للسادة الحاضرين على تفاعلهم الكبير والخلّاق في إضفاء الحيويّة وإثراء ما طُرِح من معلومات".

واختتم: "كنّا نتمنّى أيّها الإخوة الأعزّاء أن نلتقي بكم في رحاب المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) تحت قبّة الولاء، لكن حال دون ذلك ما يعانيه العالم من أزمةٍ وبائيّة وقانا الله وإيّاكم من شرورها، وهنا أودّ أن أقول بأنّ أبواب مركز تراث کربلاء ترحّب بكم، ونحن على أتمّ الاستعداد للوقوف بجنب كلّ باحثٍ يشمّر عن ساعد الجدّ من أجل إحياء تراث مدينة كربلاء، ونرجو أن يكون هذا المؤتمر نافذةً يطلّ من خلالها الباحثون والحاضرون على تراث هذه المدينة، ونرجو أن يكون قد حقّق جزءاً ممّا نصبو إليه".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: