الى

ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام)

يصادف اليوم الثامن من ربيع الأوّل ذکری استشهاد الإمام الحسن بن علي العسکريّ(عليه السلام) وهو المعصوم الثالث عشر والإمام الحادي عشر من أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) بعد رسول الله(صلّی الله عليه وآله)، وهو الإمام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام جميعاً).
كانت ولادته في ربيع الثاني سنة 232هـ وشهادته سنة 260هـ، ممّا يعني أنّ عمره 28 سنة فقط، فهو وجدّه الإمام الجواد من أقصر الأئمّة عمراً، فقد استُشهِد الإمام الجواد(عليه السلام) وعمره 25 سنةً، وسُمّي بالعسکريّ نسبةً إلی محلّة العسکر في سامراء -شمال العراق- التي سکن فيها مع أبيه الإمام علي الهادي(عليه السلام).
وتشيرُ الرويات أنّ الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام) قد تحمّل مسؤوليّة الإمامة بعد شهادة والده الإمام عليّ الهادي(عليه السلام) عام (253هـ)، ولم تنسَ السلطةُ العبّاسية الإمام الحسن العسكريّ(عليه السلام)، فأحاطته بالرّقابة الدقيقة والمستمرّة، وأحصت عليه جميع تحرّكاته، لتشلّ نشاطاته وتحول بينه وبين ممارسة دوره القياديّ في أوساط الأمّة وهدايتها ورعايتها، لذلك فقد لجأ الإمام الى العمل بالكتمان بعيداً عن عيون العبّاسيّين.
عاصر الإمام في البداية المعتزّ والمهتدي والمعتمد من خلفاء بني العبّاس، وقد لاقى الإمام العنت والتضييق والإرهاب والملاحقة من الخلفاء الثلاثة، كما تعرّض للاعتقال عدّة مرّات من قِبلهم، وكان آخر الذين عاصرهم الإمام (سلام الله عليه) هو المعتمد، وكان خليعاً ميّالاً للّهو واللذّات منصرفاً الى العزف واقتراف المحرّمات ممّا أوجب كراهيّة الناس له.
فلاقى الإمام (عليه السلام) على يدي المعتمد صنوفاً مرهقة من الخطوب والتنكيل، كما أحاطه بقوى مكثّفة من الأمن تحصي عليه أنفاسه وتطارد كلّ من يريد الاتّصال به، وكان ما يدفع العبّاسيّين الى فعل ذلك حسدهم لمكانة الإمام العسكريّ(عليه السلام) في الأمّة وخوفهم من ولده الإمام المهديّ المنتظر(عليه السلام)، الذي كان معلوماً لديهم أنّه من ولد الإمام العسكريّ(عليه السلام).
ونتيجةً لذلك دسَّ المعتمدُ له سُمَّاً قاتلاً تسمّم على أثره بدنُ الإمام (عليه السلام) ولازم الفراش عدّة أيّام يعاني آلاماً مريرة وهو صابرٌ محتسب، حتّى استُشهِد وعمرُه ثمانيةٌ وعشرون عاماً، وكان ذلك في سنة (260هـ).
دُفن مع أبيه الإمام الهادي(عليه السلام) في داره بـ(سرّ من رأى) حيث مشهدُهما كعبةٌ للوافدين وملاذٌ لمحبّي أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً، يتبرّكون به ويتوسّلون إلى الله سبحانه وتعالى بحرمة من دُفِن في ثراه أن يُدخلهم في رحمته ويجعلهم على الحقّ والهدى.
تعليقات القراء
1 | شاداب | 15/11/2020 11:15 | ايران
اجرکم عندالله
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: