خلال افتتاح مؤتمر متحف الكفيل الدوليّ الثالث الذي انطلقت فعاليته صباح هذا اليوم السبت (5 ربيع الآخر 1442هـ) الموافق لـ(21 تشرين الثاني 2020م)، عبر منصّة (ZOOM) تحت شعار: (المتاحف والتقنيّات الحديثة) كانت هنالك كلمة للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ألقاها نيابة عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الموسوي، جاء فيها:
«مثلما تناضل الشعوب من أجل أوطانها، وتستبسل، وتقدّم العظام من الهبات والجسام من التضحيات، وتفنى في سبيل خلودها؛ لأنها تمثل لها جذر كينونتها، وأصل وجودها، ثم بعد ذلك وقبله، فإنها تتفنّن في بنائها وإعمارها، وتبدع في رسم معالمها، وتلتمس الوسائل من أجل أن تشخّص معالمُها، وتتميز على سواها.
هكذا يتماهى الإنسان مع وطنه، أو يكاد، وهكذا يترجم كل منهم الآخر فيحمل هوية، ثم إذا دارَ الزمن دورته التي يكون فيها ما يكون من محاولات المحو والفناء والإفناء، فإن الإنسان يسعى بكل ما أوتي من محاولات الحفاظ على معالم ذلك الوجود، ومنها إرثه وتراثه ومدخراته؛ لتغدو هذه الأخيرة ذاكرة الشعوب في حركة سيرها ودورتها على ظهر هذه الأرض».
وأضاف: «إن هذه الذاكرة فضلاً على كونها ترجماناً لوعي الوطن الحضاري، ومفتاحاً لفهم ثقافته وتحولاته التاريخية، وحكاية تحكي سيرورته وصيرورته، ستغدو أداة فاعلة من أدوات تعميق الانتماء والاعتزاز بالهوية، هنا نصل بالحديث الى مرتكز طالما اجتمعت حوله مشاريع العتبة العباسية المقدسة على إقامتها؛ لترسيخ تلك الهوية وتنمية الوعي بها، وتنشيط الاعتزاز بها، ولا شك أن محفلنا هذا هو مصداق آخر من مصاديق ذلك».
وأوضح الموسوي: «نجتمع هنا أيها الإخوة، على نحو مختلف عمّا اعتدنا عليه، اجتماعاً إلكترونياً؛ بسبب جائحة كورونا التي أودت بأشكال التواصل المعهودة؛ ولكن غايتنا هي إدامة أواصر المودة والمعرفة بيننا، في مؤتمر علمي هو الثالث تحت عناية صاحب الولاء والإباء أبي الفضل العباس (عليه السلام) وبهمّة القائمين على المتحف، وبمشاركة جمع طيب من أساتذة وعلماء الآثار بجامعات ومؤسسات بلدنا الحبيب لإدامه التواصل المعرفي أولاً، والإفادة من طروحاته السخية؛ سعياً من متحف الكفيل للوصول الى تحقيق رؤيته المستقبلية في أن يكون ممّن يُشار إليه بالبنان من مراكز نشر الثقافة والتراث في العالم تحدوه غايات في صميم انتمائه لرؤية العتبة المقدسة في تنمية روح الانتماء، وتفعيل الشعور بالفخر بكل إرثنا وتراثنا واثراء الجانب المعرفي، وتشجيع البحث العلمي، وتوثيق مصادره والإفادة منها، وتعريف العالم أجمع بمفرداتها ومدخراتها ومقتنياتها، فضلاً على رفع مستوى الوعي العام حول أهمية المحافظة عليه».
واختتم: «ندعو الله (عز وجل) أن يوفّق المتحف لما هم سائرون صوبه، وهو عندنا في صميم التقدير، كما نشكر كل من مدّ في سبيل العون يداً أو رفع للنجاح كفّه بالدعاء، شكراً للجنة العملية والتحضيرية على ما بذلوه من جهد في سبيل تحقيق أهداف هذا المؤتمر .