الى

وحدةُ التَّحقيقِ في مركزِ تُراثِ النَّجفِ الأشرَف: جهودٌ متميِّزةٌ لإعادة إحياء التراث النجفيّ

تعملُ وحدةُ التَّحقيق في مركز تراث النَّجف الأشرف التابع لقسمِ شؤون المعارفِ الإسلاميَّة والإنسانيَّة في العتبة العبّاسيّة المقدّسة، لإعادة إحياء التُّراث النجفيِّ المخطوط، الذي طالما عانى من التَّهميش والتَّحريف، إضافةً لدورها في تحقيقِ وفَهرسة وتوثيقِ كلّ ما يخصُّ التراث النَّجفيِّ.
ولتسليط الضوء على أبرز مهامّ الوحدة، بيّن مديرُ المركز الأستاذ المحقّق أحمد علي مجيد الحلّي قائلاً: "سعَت العتبةُ العبّاسيّة المقدّسة لإظهار التراث الإسلاميّ الأصيل عبر إنشاء مراكز التراث المتعدّدة، التي من أهدافها إحياء النُسخ الخطيّة والدراسات التراثيّة الجديدة التي تخصّ تراث الأمّة الإسلاميّة، ومعروفٌ أنَّ للنجفِ الأشرف أثراً كبيراً في مرآة التراث الإسلاميِّ، ووحدة التحقيق في مركزنا تصدّت لهذه المهمّة، حيث تقع على عاتقها مسؤوليّةُ تحقيق التراث النَّجفي المخطوط، من خلال تقويم النصّ: ويُقصد به ضبط النصّ وإصلاحه، وتقديمه كما يريده مؤلِّفُه من دون أيّ إضافةٍ من المحقّق، ويُلحق بهذا إثبات الاختلافات بين النُسخ ووضع ما يناسبه من علامات الترقيم، وكذلك خدمة النصّ: وتشمل تخريج النصّ وشرح الغامض منه شرحاً موجزاً، وحلّ العَويص منه كلّما دعت الحاجة التي يقدِّرها المحقّق إلى ذلك، وتقديم النصّ بما يبيّن مؤلِّفه ونسبة الكتاب إليه، ونسخه وأهميّته ومنهجه وفهرسته".
موضّحاً: "وتمرّ أعمال وحدة التحقيق بمراحل عديدة منها المقابلة، وهي مقابلة النصّ على النُسخ الخطيّة للكتاب، ومن ثمّ تقطيع النصّ بما يلائم المباحث العلميّة والقواعد الإملائيّة الحديثة، ومن ثمّ التحقيق -وقد تقدّم بيانه-، ومن ثمّ المراجعة العلميّة والتدقيق اللغويّ، وتُعدّ هذه المراحل من الأمور التي تساهم في إخراج العمل بصورةٍ أكمل".
مضيفاً: "ومن أهمّ إنجازات الوحدة، تحقيق الجزء الأوّل من كتاب (كشف الظلام عن وجوه شرائع الإسلام) للشيخ محسن بن مرتضى الأعسم المتوفّى (1238هـ)، وهو دورةٌ فقهيّة شبه تامّة إذ تجاوز عددُ أجزائه بعد التحقيق أكثر من أربعين جزءاً، وتحقيق كتاب (شرح الوقت والقِبلة) للشيخ محمد علي الجهاردهيّ الرشتيّ النجفيّ المتوفّى (1333هـ)، الذي يتناول شرحَ مبحثَيْ الوقت والقِبلة من كتاب الروضة البهيّة، وتحقيق كتاب (الطَّهارة) للشيخ علي بن هلال الكركيّ المتوفّى (984هـ)، وغيرها من الأعمال الكثيرة التي منها ما يعود تأريخ تدوينه إلى القرن الثامن الهجريّ، وجميع هذه الأعمال وصلت إلى نسب إنجاز متقدّمة".
تجدر الإشارة إلى أنّ مركز تراث النجف الأشرف قد عمل طيلة هذا المدّة بجدٍّ واجتهاد، على إحياء التراث النجفيّ المغمور وإزالة الغبار عنه وإخراجه بحلّةٍ قشيبة، وتقديمه بين يدي طلبة العلم والقرّاء والباحثين والمختصّين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: