الى

ذكرى رحيل سيّدة الوفاء ومنبع الفضل والإباء أمّ البنين (عليها السلام)

تمرّ هذا اليوم الثالث عشر من جمادى الآخرة ذكرى وفاة السيّدة الجليلة أمّ البنين(عليها السلام)، وهي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الكلابي، وُلدت في السنة الخامسة للهجرة الشريفة على أشهر الروايات، وتزوّجت من أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وأولادها هم العبّاس أبو الفضل، وعبد الله، وجعفر، وعثمان، استُشهِدوا جميعاً تحت راية الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء.
قامت السّيّدة أُمّ البنين(عليها السلام) برعاية سبطَيْ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وريحانتَيْه وسيّدَيْ شباب أهل الجنّة الحسن والحُسين(عليهما السّلام) أيّما رعاية، وقد وجدا عندها من العطف والحنان ما عوّضهما عن الخسارة الأليمة التّي مُنِيا بها بفقد أمّهما سيّدة نساء العالمين، فقد استُشهدت (سلام الله عليها) وعمرها كعمر الزّهور، وترك فقدُها اللوعة والحزن في نفسَيْهما.
لقد قدّمت أُمّ البنين أبناء رسول الله(صلّى الله عليه وآله) على أبنائها في الخدمة والرّعاية، ولم يعرف التّاريخ أنّ امرأةً تخلص لأبناء زوجها وتقدّمهم على أبنائها منه وتضحّي بأولادها کقرابين للذبّ عنهم سوى هذه السّيّدة الزّكيّة، فقد كانت ترى ذلك واجباً دينيّاً حيث أمَرَ الله بمودّة السبطَيْن في كتابه الكريم، وهما وديعة رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وريحانتاه، وقد عرفت أُمّ البنين ذلك فوفتْ بحقّهما وقامت بخدمتهما خير قيام.
وبعد خدمتها لسيّد الأوصياء(عليه السلام) وولدَيْه الإمامين(عليهما السلام) سبطَي رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيّدَيْ شباب أهل الجنة، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى(عليها السلام) بعد عمرٍ طاهرٍ قضته أمّ البنين(عليها السلام) بين عبادةٍ لله جلّ وعلا وأحزانٍ طويلة على فقد أولياء الله سبحانه وتعالى، وفجائع مذهلة من استشهاد الإمام علي بي أبي طالب في محرابه، وشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة صوناً لحرمة حبيب الله وريحانة رسوله وسبطه الشهيد الإمام الحسين(عليه السلام)، بعد ذلك كلّه كانت وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة (64هـ) منتقلةً إلى رحمة بارئها عزّ وجلّ.
دُفنت أُمّ البنين(عليها السّلام) في مقبرة البقيع بالقرب من إبراهيم، وزينب، وأمّ كلثوم، وعبد الله، والقاسم، وغيرهم من الأصحاب والشّهداء، وقد تمّ هدمُ قبرها من قِبل النواصب مع قبور أئمّة أهل بيت النبوّة(عليهم السلام).
فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة، الوفيّة المخلصة، التي واست الزهراء(عليها السّلام) في فاجعتها بالحسين(عليه السّلام)، ونابتْ عنها في إقامة المآتم عليه، فهنيئاً لها ولكلّ من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات، والسلام عليها يوم وُلدتْ ويوم ماتتْ ويوم تُبعث حيّةً بإذن ربّها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: