الى

العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تجدّد تأكيدها أنّ العقل العراقيّ عقلٌ مبتكرٌ خلّاق ذو جذوةٍ لا تخبو وذو عزمٍ لا ينبو وذو همّةٍ لا تخيب

جدّدت العتبةُ العبّاسية المقدّسة ثقتها وتأكيدها بأنّ العقل العراقيّ عقلٌ مبتكرٌ خلّاق، ذو جذوة لا تخبو وذو عزمٍ لا ينبو وذو همّةٍ لا تخيب، وطالما ضربت العتبةُ المقدّسة أمثلةً حيّة على ذلك وأشارت إلى مصاديق وبراهين، بأنّ العراقيّ جديرٌ بالرعاية وأهلٌ لكلّ مكرمةٍ وأحقّ بكلّ تبنٍّ.
جاء ذلك على لسان عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الموسويّ، خلال الكلمة التي ألقاها نيابةً عن أمانتها في حفل التخرّج المركزيّ لطالبات الجامعات العراقيّة، الذي أقامته شعبةُ مدارس الكفيل الدينيّة النسويّة دفعة (بنات الكفيل) الثانية في صحن مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) صباح هذا اليوم الجمعة (22 جمادى الآخرة 1442هـ) الموافق لـ(5 شباط 2021م).
وبيّن الموسوي قائلاً: "إنّ الاحتفال بتخرّج دورة الكفيل الثانية متزامناً مع مناسبة ولادة النور النبويّ الساطع فاطمة الزهراء(عليها السلام) له مذاقٌ فارق، حيث نتطلّع بمهابةٍ إلى سموّها لنتفقّه من نموذجها الإنسانيّ السامي، ليكون لنا جذوةً في حياتنا وقدوةً في سلوكنا، ولندرك حقيقتها أو نقترب من ذلك، ولنعرفها معرفة موالاة ولنواجه بها حياتنا القادمة كما هي واجهت بثباتٍ واحتساب".
وأضاف: "لقد عاش العراقيُّ رحلةً كأنّما هي رحلةُ كفاح، صارع فيها الظروف فما تمكّنت منه، وكم غالَبَ الدمع فغَلَبه، وكم أوغَلَ فيه الوجعُ فتأسّى، وكم تقاذفته الأحداثُ والأيّام حدثاً جسيماً عقب آخر أكثر جسامة، وكم تكالبت عليه الدواهي داهيةً تلو أخرى، وكأنّما هو في قاع محرقةٍ حتّى مشى وخُطّ المشيبُ على المفارق قبل أوانه، لكن كان يداوي الوجعَ بالأمل والوجومَ بالصبر والمرحمة، والإحباطَ بمزيدٍ من العزيمة".
وخاطب الموسويّ الطالبات المتخرّجات قائلاً: "ها نحن نقف معكنّ لنشهد تجلّياً آخر لذلك المخاض العسير، إذ شهدت سنواتُ الدراسة ما شهدت من محبّطات، وعصفت بها أعاصيرُ شتّى وزلزلتها تيّاراتٌ مضادّة، استهدفت الفكرَ العراقيّ وقصدت زعزعته، والتمست لذلك وسائلَ شتّى بدأت بالدين والمعتقد، فكان المتمسّكُ بمبادئ دينِهِ كالقابض على جمرة، ولم تنتهِ الوسائلُ بالتجهيل وإن كان على رأس مطامحها ومطامعها، لكن خابت دون وعيكنّ تلك المساعي وتكلّل السفرُ بالطموح وأسفَرَ عن فلاحٍ ونجاح".
وتابع: "ها نحن نقف لنشهدَ الغد الذي كان بعيداً فصار حاضراً قريباً، لنؤرّخ بأحرفٍ من نور تلك النهايات السعيدة، التي لا نشكّ أنّها ستكون فاتحة خيرٍ لما هو آتٍ، إنّها نهايةُ موسم الدراسة لكنّها بدايةُ رحلة الكفاح مع الحياة، التي ندعو الله تعالى أن تكون مفصّلةً على مقاس أحلام الوطن، الذي يرنو إلينا وليس له إلّا نحن، وليس أمام الخرّيجات سوى الوطن، فلنكن كلّنا لهذا الوطن قبل أن نكون لذواتنا وأنفسنا وأهلينا، فطوبى لكنّ وحسن مآبٍ وطوبى للوطن بكنّ".
واختتم الموسويّ: "شكراً لشعبة مدارس الكفيل النسويّة على إقامة حفل التخرّج المركزيّ هذا لطالبات جامعات العراق.. شكراً لكلّ من وقفَ خلفَ مسيرة الإنجاز هذه.. شكراً لباذري حبّ هذا الغرس وقد أينع، الواهبين بلا حدود –الوالدين-، شكراً لمن كادوا أن يكونوا رسلاً -معلّمي الرحلة الدراسيّة في مراحلها كلّها-، شكراً للحواضن الجامعات والكلّيات والأقسام العلميّة..
شكراً لتلك الأرواح التي تسارعت إلى بارئها مسجّلة اسمها في سجلّ الشهداء، فلولاهم لما تخرّجنا، شكراً لفتوى الدفاع المقدّس ولصاحبها الذي لولاه لما وقفنا هذه الوقفه المباركة".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: