الى

الذكرى السنويّة الخامسة: في ليلة ولادة أبيه كان افتتاح شبّاك مرقده الطاهر بأيدي خَدَمتِه

تمرّ علينا اليوم الذكرى السنويّة الخامسة لإزاحة الستار عن أحد أهمّ وأبرز المشاريع التي نفّذتها ملاكاتُ العتبة العبّاسية المقدّسة، من العاملين في مصنع السقّاء لصناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة، وهو شبّاك مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) شبّاك النور، الذي افتُتِح ليلة الثالث عشر من شهر رجب الأصبّ عام 1437هـ.
كان ذلك الحدث المبارك تيمّناً بذكرى ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، إذ بدأت بافتتاح الشبّاك مرحلةٌ عمرانيّة تاريخيّة جديدة من تأريخ مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، سطّرها خَدَمَتُه بأحرفٍ من نور.
هذا الحدثُ التاريخيّ انتظره المحبّون والموالون لأهل البيت(عليهم السلام)، حيث كانوا يترقّبون اللحظة التي ستُبصر فيها أعينُهم وتلامس فيها أكفُّهم شبّاك ضريحه المقدّس، هذه اللّحظة التي سيُخلّدها التاريخ وستُكتب بأحرفٍ من ذهب، لا سيّما أنّ هذا الشبّاك قد تمّت صناعتُه بكلّ فخرٍ بأيدي خَدَمَتِهِ، من الملاكات العاملة في مصنع صناعة شبابيك الأضرحة الشريفة وأبوابها المطهّرة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، التي سخّرت كلّ طاقاتها وإمكانيّاتها من أجل إظهاره بأبهى وأجمل صورة، وكما يليق بمكانة ومنزلة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، خصوصاً أنّ هذه التحفة الفنيّة تُعدّ إنجازاً آخر يُضاف إلى سجلّ إنجازات العتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين عليها في مختلف المجالات.‎
المشروع تأريخيّاً يكتسب أهمّيةً قصوى إذ يُعدّ أوّل شبّاكٍ تتمّ صناعته بهذه المواصفات الفنّية والهندسيّة، وبما يحافظ على شكل الشبّاك القديم لانفراد تصميمه عن باقي شبابيك الأضرحة المطهّرة، الذي تمّت صناعته في ستّينيات القرن الماضي.
المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، بيّن في كلمته خلال حفل افتتاح هذا الشبّاك: "أنّ العاملين في صناعة الشبّاك صنعوا آيةً من آيات الفنّ وتحفةً رائعةً ستبقى شاخصةً على مرّ السنين، وصدّقوا قناعتنا بقدرة أبناء البلد على الإنجاز والإبداع، فللّه درُّهم وعليه أجرُهُم..".
أمّا رئيسُ ديوان الوقف الشيعيّ -في حينه- السيّد علاء الموسويّ، فقد وصف هذا المشروع قائلاً: "إنّ إنجاز هذا الشبّاك يعكس عواطف أتباع ومحبّي أهل البيت(عليهم السلام) ومشاعرهم وحبّهم لأبي الفضل(صلوات الله وسلامه عليه)، وهو فخرٌ لنا جميعاً نحن العراقيّون، فخرٌ للعتبات وفخرٌ لجميع المؤمنين..".
لقد كان شبّاك أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) هو الأجمل شكلاً، وتمّت مراعاة أغلب التصاميم والنقوش الموجودة عليه سابقاً من الخارج، لكونها تعتبر من التصاميم الجميلة جدّاً مع إدخال بعض التعديلات، وإضافة بصماتٍ عراقيّة على أغلب هذه التصاميم، أمّا داخل الشبّاك فقد تمّ تصميمُهُ كلّياً بأيادٍ عراقيّة مزجت بين الإبداع والدقّة والحرفيّة في العمل، حيث استخدمت أكثر من سبعة أنواعٍ من الخشب ذي الألوان الطبيعيّة المختلفة لتزيين النقوش النباتيّة والآيات القرآنيّة الكريمة، التي تشرّف بصناعتها خَدَمَةُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
هناك نقاط عديدة تميّز بها الشبّاك الشريف، منها استخدامُ الخشب الصاج البورميّ في صناعة الهيكل الخشبيّ وهو من أرقى أنواع الصاج، وصناعة بعض القطع من الذهب عيار (22) التي كانت تُصنع سابقاً من الفضّة وتُطلى بالذهب، واستخدامُ فضّةٍ نقيّة بلغت ما يقرب من (2,750كغم) مع استخدام ما يقرب من (411كغم) من الذهب، كما تمّت زيادة متانة الأجزاء الداخليّة لأغلب القطع إلى عشرة أضعاف، لإعطائه متانةً وقوّةً تتناسب مع الزيارات المليونيّة، حيث تمّ استخدام أساليب فنّية لتثبيت أغلب أجزاء الشبّاك الشريف الخارجيّة من الداخل وعدم استخدام أيّ مسمار، حفاظاً على جماليّة الشبّاك الشريف، وإنّ هذا العمل المبارك كان نقطة بدايةٍ للسير في صناعة شبابيك الأضرحة والمزارات في العراق وخارجه.

ولمتابعة مراحل العمل بهذا التي مر بها هذا المشروع اضغط هنا
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: