الى

‏العتبةُ العبّاسية المقدّسة: رسالةُ النبيّ رسالةُ علمٍ وفضيلة وعقلٍ وبيّنة

أُلقيت خلال حفل افتتاح المُلتقى العلميّ الإلكترونيّ حول البعثة النبويّة الشريفة، كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، ألقاها نيابةً عنه عضو مجلس إدارتها الأستاذ الدكتور عباس رشيد الموسوي.
وانطلقت فعّالياتُ المُلتقى المذكور عصر هذا اليوم السبت (28 رجب 1442هـ) الموافق لـ(13 آذار 2021م) تحت شعار: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وفيما يلي نصّ الكلمة:
"‏في البداية أنقل لكم تحيّاتٍ عاطراتٍ زاكيات من لدن سماحة السيّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، الذي أتشرّف هنا ‏لإلقاء كلمةٍ بالنيابة عنه في مُلتقاكم المبارك هذا..
مع كلّ تجدّدٍ لذكرى المبعث النبويّ الشريف، تنثال علينا صورُ وحجومُ نِعَم الله على أمّتنا الإسلاميّة، ‏التي كانت والحظّ على ميعادٍ مع هذه البعثة، ‏وما حلّ معها من خير الدنيا والآخرة، وتعود إلى الذاكرة صورة ذلك الأفق الفكريّ والمعرفيّ الذي عاشه عربُ الجاهليّة، وكان فيه نبيّنا محمد(صلوات الله وسلامه عليه) يعتكف متأمّلاً في آثار رحمة الله، وإلى أنواع عجائب رحمته وبدائع حكمته، ناظراً إلى أكناف السماء وأقطار الأرض، معظّماً جلال الله، عابداً إيّاه حقّ عبادته، في حين كانت الأممُ فيها على شفا حفرةٍ من النار، أذلّةً خاسئين، يخافون أن يتخطّفهم الناسُ من حولهم، فرقاً في أديانها، عكّفاً على نيرانها، عابدةً لأوثانها.
فتجيءُ البعثةُ النبويّة الشريفة بعد فترةٍ من الرّسل، ليُنقذهم الله بمحمّدٍ(صلّى الله عليه وآله)، فيُنير به الظُلَم، ويكشف عن القلوب البُهَم، ويجلو عن الأبصارِ الغُمَم، ويقوم في الناس بالهداية، وينقذهم من الغواية..
وستغدو رسالته رسالة علمٍ وفضيلة ورسالة العقل والبيّنة (لّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيّنَةٍ وَيَحْيَىَ مَنْ حَيَّ عَن بَيّنَةٍ)، وتركّز أوّل ما تركّز عليه على الأخلاق، داعيةً إلى الفضائل ومكارم الأخلاق، ناهيةً عن الرذائل وقبائح الصفات..
ولم يكن سلوك المبعوث الداعي (صلوات ربّي وسلامه عليه) بمَبعَدَةٍ عمّا أشاعه من رؤيةٍ نظريّة، بل كان ترجماناً واقعيّاً لها، وسلوكاً ناطقاً، وهكذا فقد صَدَق الفعلَ القول، وأثبتَ بما لا يقبل شكّاً أو ريباً، أنّ دعوته تتلخّص في التكامل الأخلاقيّ، وفي الوصول بالإنسان إلى الكمالات المعنويّة والسجايا الروحيّة الباطنيّة.
وأنّ الغاية الأولى من بعثته والمنهاجَ الواضح في دعوته، هي أنّه بُعِث ليُتَمِّمَ مكارم الأَخلاق، فراح يحثّ المؤمنين برسالته على مكارم الأخلاق، وكان هو في صميم ما يدعو إليه، إذ كان أفضل الخلق أخلاقًا وأحسنهم آدابًا، كما قيل عنه وكما امتدحه الباري عزّ وجلّ على كمال أخلاقه، وأمَرَ العبادَ بالاقتداء به، وجعَلَ لهم فيه أسوةً حسنة.
لذلك، ولكون أنّ هذا في صميم رؤية العتبة العبّاسية المقدّسة، فقد التمست جامعةُ الكفيل الوسيلة إلى ترجمته، وترسيخه، وإشاعته، في هذا المُلتقى العلميّ، بالتنسيق مع ممثّلية العتبة المقدّسة في أوربا، وبمشاركة نخبةٍ طيّبة من الأساتيذ الأجلّاء من الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، والأكاديميّة العراقيّة والعربيّة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: