الى

ممثّلُ العتبة المقدّسة في أوروبا: الإساءة للرّسول ما هي إلّا خرقٌ للإجماع العقلانيّ

أكّد ممثّلُ العتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الراضي الحسينيّ، أنّ ما نراه من مشاهداتٍ وممارساتٍ مسيئة لتاريخ رسول الإنسانيّة، ما هي إلّا خرقٌ للإجماع العقلانيّ وطمسٌ لحقائق التاريخ والسيرة العطرة.. جاء ذلك خلال كلمةٍ ألقاها في المُلتقى العلميّ الإلكترونيّ حول المبعث النبوي الشريف.
وأضاف: الأمر الذي يستوجب استحضار تجلّيات الأفق الحضاريّ والمعرفيّ، للتمييز بين عدوانيّة التشويه والتضليل، ونقاوة اليقين بضرورة نصرة الحقّ والعدالة.
وتابع الحسينيّ في كلمته: لذلك أتصوّر أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في ساحة المحشر يوم القيامة سيسألنا جميعاً، ماذا صنعتم لي؟! يقول النبيّ(صلّى الله عليه وآله) أنا صنعتُ لأجلكم أيّها المسلمون كلّ ما أستطيع، إلى الحدّ الذي قال الله سبحانه لي: يا رسول الله خفّف عن نفسك (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) يا رسول الله لا تُهلكْ نفسك من أجلهم (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ)، رسولنا المصطفى(صلّى الله عليه وآله) النبيّ الوحيد الذي عُوتب بأن لا تُتعب نفسك من أجل أمّتك..
الجواب: هو التعريف بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله) للبشريّة جمعاء بكلّ الطرائق والوسائل، واليوم أكثر ضرورةً من أيّ وقتٍ آخر، خصوصاً أنّ هناك جهاتٍ تشوّه صورة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بأفعالها وأعمالها، وبعضهم للأسف ينتمي إليه.
ولفت: لذلك جاءت هذه المبادرة المتواضعة من العتبة العبّاسية المقدّسة وبرعايةٍ من سماحة المتولّي الشرعيّ لها، لكي نُظهر الصورة الحسنة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله)، ونحن بحمد الله تعالى أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، ونحن نفتخر بأنّ إمامنا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) ونحن نلوذ بجواره، الذي كان يدافع عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) طيلة حياته، من عمر ثماني سنوات إلى أن توفّي رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) بين صدره ومنحره.
هذا النموذج الرائع هو إمامي ومثلي الأعلى، تُری! ماذا قدّمنا لرسول الله(صلّى الله عليه وآله)؟! كم ذُدنا عنه؟ کم دافعنا عنه؟ کما فعل إمامُنا (عليه أفضل الصلاة والسلام).
وبيّن: كلّ هذا الهجوم على صورة وشخصيّة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في العالم، من بلدٍ إلى آخر وبين فترةٍ وأخرى، الغاية والهدف من ذلك هو فصلُ الأمّة عن معلّمها، وفصلُ الأجيال عن المربّي، وفصلُ أبناءٍ عن آباء وفصلُ أبناءٍ عن الأمّهات، وفصلٌ بين الأجيال وبين علمائها، والفصلُ بين الناس وحسن التلقّي، وللأسف تمكّنوا قليلاً من ذلك، والدليل فيما تشاهدون من حركة العالم، وخاصّةً العالم العربيّ والإسلاميّ، انظرْ إلى حركات الشباب ما هي إلّا نتيجةٌ للثقافات المعاصرة، ثقافة الفصل بين الناس والمربّي.
لذلك أقول من الواجب التعريف برسول الله(صلّى الله عليه وآله)، ولا يتصوّر أحدٌ بأنّ هذا شُغل العلماء والخطباء؟ لا.. فالنبيّ(صلّى الله عليه وآله) ليس نبيّ هؤلاء فقط، النبيّ نبيّنا جميعاً، فالمسؤوليّة تقع على الجميع، بأن نأخذ النبيّ(صلّى الله عليه وآله) کهويّة، نأخذه عنوان رجولة، نأخذه بناء عقيدة.
واختتم الحسيني: أتقدّم بالشكر لسماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي لرعايته هذا المُلتقى العلميّ، الذي شاركتنا في الإعداد له جامعةُ الكفيل الموقّرة وجميع كوادرها الكرام، لما بذلوه من جهدٍ علميّ ولوجستيّ، والشكر موصولٌ للجامعة الإسلاميّة العالميّة وجامعة برمنگهام وجامعة أكستر من المملكة المتّحدة وجامعة هارفرد الأمريكيّة، ولا يسعنا إلّا أن نقدّم شكرنا وامتناننا لكلّ من ساهم في الإعداد لهذا المُلتقى، وللأساتذة الأفاضل الذين لبّوا دعوتنا لإلقاء بحوثهم، داعين الله تعالى أن يُثمر هذا المُلتقى حزمةً من الأفكار والمعلومات والنتائج والتوجيهات، التي ترفد حركة البحث العلميّ وتسهم في إحياء تراث نبيّنا الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وشخصيّته المعظّمة.
يُذكر أنّ المُلتقى العلميّ الإلكترونيّ حول المبعث النبوي الشريف، أقامته جامعةُ الكفيل بالتعاون مع ممثّلية العتبة العبّاسية المقدّسة في أوروبا، تحت شعار: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْمٍ).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: