الى

ممثّليتُها في أوروبا: العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة لم تألُ جهداً ولم تدّخر وسعاً في إحياء أمر الأئمّة (عليهم السلام)

أكّد ممثّلُ العتبة العبّاسية المقدّسة في أوروبا السيّد أحمد الراضي الحسينيّ، أنّ العتبة المقدّسة لم تألُ جهداً ولم تدّخر وسعاً في إحياء أمر الأئمّة(عليهم السلام)، بكلّ ما أولي العاملون فيها من قدرات، بل تخطّت جهودُها المباركة حدودَ الوطن في إقامة الشعائر والاحتفالات الدينيّة وإقامة المشاريع ذات النفع الاجتماعيّ.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها ضمن فعّاليات المُلتقى العلميّ لولادة الأقمار المحمّدية، وهذا نصّها:
الأممُ تحتفي بعظمائها، وتخلّد ذكرى أبطالها ورموزها الذين يرفعون شأنها، ويغنون فكرها وينيرون دربها، ومن نِعَم الله تعالى علينا أن أكرَمَنا بأئمّةٍ هداةٍ لا نظير لهم، ولا مقارنة لتضحياتهم وعطائهم، أناروا لنا دروب ديننا وبنوا لنا صروح فكرنا وعقيدتنا، أكرمنا الله تعالى بأقمارٍ هداةٍ ورثوا علوم الأنبياء والرُّسُل وجعلهم خلفاء في الأرض.
أيّها السادة الأعلام والأساتذة الأفاضل إنّ مَنْ نحتفي بمواليدهم اليوم هم امتدادٌ لرسالة نبيّنا محمد(صلّى الله عليه وآله)، حملوا إرث النبوّة وضحّوا بأغلى ما يملكون، لإصلاح الأمّة التي حاد قومٌ منها عن هدي تلك الرسالة، وأشاعوا قيم الجاهليّة واتّبعوا البدع والشبهات، فعاش كثيرٌ منهم في ظلام الجهل والغواية والضلال، غير أنّ أئمّتنا المعصومین(عليهم السلام) أناروا القلوب والعقول بالفكر الإسلاميّ الصحيح والمعارف الإلهيّة النيّرة، فوقفوا بكلّ ما منحهم الله سبحانه من علمٍ وشجاعةٍ ومسؤوليّةٍ يكافحون خُطَط الشيطان ويحاربون أتباعه الطغاة، مضحّين بدمائهم وكلّ ما يملكون من أجل أن تعمّ الأنوار المحمّدية ساطعةً مضيئة.
وكان لأقمارنا الذين نحتفي اليوم بذكرى مواليدهم القسط الأوفر من التضحية والفداء، لكنّهم ظلّوا أحياء يرزقون، فقمرٌ أثمر نجیعُ دمه إصلاحاً وعزّةً ومجداً، وقمرٌ أنار دروب المؤمنين بعلمه وزهده وحكمته، وقمرٌ علا في سماء الوفاء والإخاء والفداء فسطع بدراً منيراً، أولئك أقمارنا الذين شعّت أنوارهم في حياتنا في كلّ يومٍ وفي كلّ محفل، لذا حقّ علينا أن نحتفي بهم ونُحيي أمرهم، كما قال إمامنا جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام): (إنّ تلك المجالس أحبّها، فأحيوا أمرَنا رحم اللهُ من أحيا أمرنا)، وما مُلتقانا هذا إلّا إحياءٌ لأمرهم ووفاءٌ لعطائهم.
أيّها الحضور الكريم ومن الوفاء لهم ولسدنة تراثهم، أن نقول إنّ العتبة العبّاسية المقدّسة ممثّلةً بسماحة المتولّي الشرعيّ السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، لم تألُ جهداً ولم تدّخر وسعاً في إحياء أمر أئمّتنا(عليهم السلام)، بكلّ ما أولي العاملون فيها من قدرات، بل تخطّت جهودُها المباركة حدودَ الوطن في إقامة الشعائر والاحتفالات الدينيّة وإقامة المشاريع ذات النفع الاجتماعيّ، وهذا ما حفز ممثّليتها في أوروبا على تنفيذ عددٍ من المشاريع الثقافيّة والفكريّة بمؤازرة سماحة المتولّي الشرعيّ ورعايته، ومنها إقامة هذا المُلتقى الذي شاركتنا في الإعداد له جمعيّةُ العميد العلميّة والفكريّة والجامعة الإسلاميّة في لبنان والجامعة اللبنانيّة الوطنيّة.
فلا يسعنا إلّا أن نقدّم شكرنا وامتناننا لكلّ من ساهم في الإعداد لهذا المُلتقى، وللأساتذة الأفاضل الذين لبّوا دعوتنا لإلقاء بحوثهم، داعين الله تعالى أن يُثمر مُلتقانا حزمةً من الأفكار والمعلومات والنتائج والتوصيات التي ترفد حركة البحث العلميّ، وتشارك في إحياء تراث أقمارنا الزاهرين، ليكون هذا المُلتقى بادرةً علميّة لمزيدٍ من الأنشطة الفكريّة والثقافيّة والعقديّة التي تُثري الفكر الإسلاميّ وترفد النظريّات المعرفيّة بعطاء أقمارنا في المجالات كافّة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، منه نستمدّ العزم وبه نستعين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: