الى

إطلالة على ذكرى

الحادي عشر من شعبان ولادةُ شبيه جدّه رسول الله (صلوات الله عليهما )

نقف اليوم الحادي عشر من شهر شعبان المعظّم على أعتاب ذكرى ولادة عليّ الأكبر(سلام الله عليه)، حفيد أمير المؤمنين وسيّدة نساء العالمين وابن سيّد الشّهداء(عليهم السلام أجمعين)، وكانت ولادته عام (33) للهجرة، وتقول الرّوايات إنّ ولادته كانت في المدينة المنوّرة.
فهو علمٌ من الأعلام، وعظيمٌ من عظماء الشبيبة الهاشميّة، الذين جسّدوا إرادة الإسلام وتضحياته، وواحدٌ من كواكب كربلاء، سطع في أفق الطفّ فوق بطحاء كربلاء مجاهداً عنيداً لمبادئ سيّد الشهداء(عليه السلام)، التي آمن بها وصيّرها قضيّته الأوحديّة.
وُصِف علي الأكبر(عليه السلام) بأنّه كان بهيّ المنظر، حسن الطّلعة، ومن أحسن النّاس سيرةً، وما يكفيه فخراً أنّه كان يُشبه جَدّه رسولَ الله(صلّى الله عليه وآله) في المنطق والخَلْق والخُلُق، وكان جَدّه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يكثر من الأحاديث التي تدلّ على تعلّقه بالعلم والكمال منذ الصّغر.
وقد قال فيه والدُهُ الإمام الحسين(عليه السلام) عبارةً مشهورةً في كربلاء: (اللَّهُمَّ اشهَدْ، فقد برز إليهم غُلامٌ أشبهُ النَّاس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إلى وجهه..).
فكان الحسين(عليه السلام) يقرأ في وجه عليّ الأكبر وجْهَ رسول الله، وكلُّ شيءٍ فيه يُذَكِّرُ الحسين بجدّه وما هو بِنَاسِيه.. قسماتُه وشمائلُه.. حركاتُه وسكناتُه.. كلماتُه ونَبْرَاتُه.. بسمتُه.. أدبُه.. رضاه وغضبُه.. سُمُوُّهُ على الدنيا وتطلّعه الى الآخرة.
شجاعته:
لمّا ارتحل الإمامُ الحسين(عليه السلام) من قصر بني مقاتل، خفق الحسين برأسه خفقة، ثمّ انتبه وهو يقول: إنَّا للهِ وإنَّا إليْهِ رَاجِعون‏، وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعالَمين‏. قال -أي الراوي-: ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً.
قال: فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين على فرسٍ له فقال: يَا أَبَتِ جُعِلْتُ فِدَاك‏، مِمَّ حَمِدْتَ اللهَ وَاسْتَرْجَعْتَ‏؟ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي خَفَقْتُ برأسي خَفْقَةً فَعَنَّ لِي فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ يَقُولُ: الْقَوْمُ يَسِيرُونَ وَالمَنَايَا تَسري إِلَيْهِمْ، فَعَلِمْتُ أَنَّهَا أَنْفُسُنَا نُعِيَتْ إِلَيْنَا. قَالَ لَهُ: يَا أَبَتِ لَا أَرَاكَ اللهُ سُوءاً، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ؟ قَالَ: بَلَى وَالَّذِي إِلَيْهِ مَرْجِعُ الْعِبَادِ. قَالَ: يَا أَبَتِ إِذن لَا نُبَالِي نَمُوتُ مُحِقِّينَ، فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ خَيْرَ مَا جَزَى وَلَداً عَنْ وَالِدِهِ.
موقفه يوم العاشر:
رُوِي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين(عليه السلام ) يوم عاشوراء إلّا أهلُ بيته وخاصّته، فتقدّم وكان على فرسٍ له يُدعى الجناح، فاستأذن أباه (عليه السلام) في القتال فأذِن له، ثمّ نظر إليه نظرة آيسٍ منه، وأرخى عينيه، فبكى ثمّ قال: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ غُلَامٌ أَشْبَهُ النَّاسِ خَلْقاً وَخُلُقاً وَمَنْطِقاً بِرَسُولِكَ(صلّى الله عليه وآله)، وَكُنَّا إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى نَبِيِّكَ نَظَرْنَا إِلَيْه..
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: