الى

سبعةُ أعوامٍ على إنقاذ العراق بفتوى النجف

يستذكر العراقيّون في مثل هذا اليوم الرابع عشر من شهر شعبان المعظّم من سنة (1435هـ)، انطلاق نداء المرجعيّة الدينيّة العُليا لإنقاذ العراق والعالم من خطر عصابات داعش الإجراميّة، وذلك من الرحاب الطاهرة لصحن سيّد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، ومن منبر صلاة الجمعة.
هذه الفتوى التي وجّهها المرجعُ الدينيّ الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسينيّ السيستاني(دام ظلّه الوارف)، وأوجب فيها الدّفاع عن العراق وأرضه وشعبه ومقدّساته بالوجوب الكفائيّ ضدّ عصابات داعش الإرهابيّة، واعتبرتْ مَنْ يُقتَل دون ذلك فهو شهيد.
وعلى أثر هذا الإعلان هبّ رجالُ العراق الأبطال -كما هو عهدهم- شيباً وشبّاناً بكلّ بسالةٍ إلى ساحات النزال، ليسطّروا ملاحم إنسانيّة قبل أن تكون لوحات انتصار، لصدّ العدوان الداعشي بحماسٍ وهمّةٍ قلّ نظيرهما.
فكانت الاستجابةُ سريعةً ومدوّية إذ بلغت التقديراتُ الرسميّة الحكوميّة للمسجّلين منهم نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون متطوّع، خاضوا غمار حربٍ استمرّت ثلاث سنوات وستّة أشهر، تجلّت فيها البطولة والإنسانيّة بأروع صورها وأسمى معانيها، مقدّمين في هذا الطريق عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى، إنقاذاً للوطن وفداءً للحُرُمات والمقدّسات حتّى منّ اللهُ عزّ وجلّ عليهم بالنصر المؤزّر، وتمكّنوا من دحر عصابات داعش الإرهابيّة وتحرير ما اغتُصِب من الأراضي وتطهيرها من رجسهم والقضاء على دولتهم الخرافيّة المزعومة، فزُلزلت الأرضُ تحت أقدام الظلاميّين والمعتدين الذين يريدون بأهل هذا البلد ووجوده وحضارته ودولته شرّاً، وأرعبت أصحاب المخطّطات الظلاميّة التكفيريّة، حتّى صاروا يحسبون لها حساباتٍ كثيرة لم تكن في توقّعاتهم.
ولو تمعّنّا لوجدنا أنّ ذلك النصر المؤزّر لم يتحقّق إلّا بسببَيْن رئيسَيْن، هما الفتوى المباركة واستجابة العراقيّين السريعة لها وبذلهم للغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها.
يُذكر أنّ الشرارة الأولى لهذه الفتوى المباركة كانت قد انطلقت من صحن الإمام الحسين(عليه السلام)، ومن على منبر صلاة الجمعة على لسان ممثّل المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزّه)، الذي أكّد في نقطتها الرابعة قائلاً: (...في الوقت الذي تؤكّد فيه المرجعيّة الدينيّة العُليا دعمها وإسنادها لكم تحثّكم على التحلّي بالشجاعة والبسالة والثبات والصبر، وإنّ من يضحّي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنّه يكون شهيداً -إن شاء الله تعالى-... والمطلوب أن يحثّ الأبُ ابنه والأمُّ ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه).

وللأطلاع على نص الخطبة اضغط هنا ...
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: