الى

إطلالةٌ على ذكرى استشهاد حمزة بن عبد المطّلب أسدِ الله وعمِّ نبيّه

في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر شوّال المكرّم، وفي السنة الثالثة للهجرة حزن الرسولُ الأكرم محمد(صلّى الله عليه وآله) حزناً شديداً، وذلك على مصاب استشهاد عمّه الحمزة بن عبد المطّلب(رضي الله عنه وأرضاه)، في معركة أحد التي دارت رحاها بين المشركين والمسلمين.
ورُوِي عن الإمام الرّضا عن آبائه(عليه وعليهم السلام)، عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: (خيرُ إخواني عليّ، وخير أعمامي حمزة، والعبّاسُ صنو أبي).
شهد حمزةُ بن عبد المطلب معركة أُحُد وله فيها صولاتٌ مشهودة، ولأنّه قَتَل في بدر صناديد العرب فقد ترك اللّوعة والأسى في قلوب مشركي مكّة، فأضمروا له الكيد وأخذوا ينتهزون الفُرَص للانتقام منه، وكانت هندُ بنت عتبة قد بعثت إلى وحشيّ بن حرب قبل معركة أُحُد، وكان عبداً من أهل الحبشة، فأغرته بالأموال إنْ هو قتل حمزة، وذلك طلباً لثأر أبيها وأخيها اللذين قُتِلا ببدر.
قال وحشيّ وهو في أرض أُحُد: إنّي لأنظر إلى حمزة وهو يهذّ الناس بسيفه، ما يَلقى شيئاً يمرّ به إلّا قتله، فهززتُ حربتي ودفعتها عليه، فوقعت في ثنيّته [أسفل بطنه]، فخرَّ صريعاً ثمّ تنحَّيت عن العسكر، وبعد أن بلغ هنداً مقتلُ حمزة(عليه السلام) جاءت فَبَقَرَتْ كبدَهُ فَلاكَتْه، فلم تستطعْ أن تَسِيغَه فَلَفَظَتْه.
ولمّا انتهت المعركة وُجد حمزة(عليه السلام) ببطن الوادي من الجبل وقد مُثِّل به، وعندما رآه النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بكى ثمّ قال: (لن أُصاب بمثلك، ما وقفتُ موقفاً قَطّ أَغْيَظَ عَليَّ من هذا الموقف)، وأمر (صلّى الله عليه وآله) به فَدُفِن.
وقد رثاه النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بكلماتٍ مؤثّرة، نذكر منها: (يا عمَّ رسولِ الله، وأسدَ الله، وأسدَ رسولِ الله، يا حمزةُ يا فاعلَ الخيراتِ، يا حمزةُ يا كاشفَ الكُرُبَاتِ، يا حمزةُ يا ذابّاً يا مَانِعاً عن وجه رسولِ الله..).
وورد في زيارته (صلوات الله عليه): «السلام عليك يا عمّ رسول الله وخير الشهداء، السلام عليك يا أسد الله وأسد رسوله، أشهد أنّك جاهدت في الله ونصحت لرسول الله، وجُدْت بنفسك، وطلبت ما عند الله، ورغبت فيما وعد الله».
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: