الى

 في (11) من ذي القعدة.. شعّ نور الرضا

هبطت في مثل هذا اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام عام (148) للهجرة وفي المدينةِ المنوّرة بشائر متلألئة إلى الأرض من عوالم الغيب؛ لتمنّ على أهل الأرض بنور مقدس من أنوار الإمامة الإلهية الساطعة حيث ولد الإمام الثامن الضامن علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه السلام .

فعمَّ الفرحُ والسرورُ بيتَ الإمامِ موسى بنِ جعفر(عليه السلام) بولادته، وسرتْ موجاتٌ من السرور والفرح عند آل النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وقد استقبل الإمامُ الكاظم(عليه السلام) النبأ بهذا المولود المبارك بمزيدٍ من الابتهاج.

وروي عن نجمة أم الإمام الرضا ( عليه السلام ) قالت: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني، فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً، فلما وضعته وقع على الارض واضعاً يده على الأرض، رافعاً رأسه الى السماء، يحرك شفتيه، كأنه يتكلم، فدخل أبوه موسى بن جعفر (عليه السلام)، فقال لي: هنيئاً لك يا نجمد كرامة ربك، فناولته إياه في خرقه بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى فدعا في ماء الفرات، فحنكه به، ثم ردهّ إليّ وقال: خذيه، فإنه بقية الله تعالى في أرضه .

نشأ الإمام الرضا(عليه السلام) في بيتٍ من أجلِّ البيوت وأرفعها في الإسلام، إنّه بيتُ الإمامة ومركز الوحي، ذلك البيت الذي أذِنَ الله أن يُرفع ويُذكر فيه اسمه، في هذا البيت العريق ترعرع الإمامُ الرضا ونشأ، وقد سادت فيه أرقى وأسمى ألوان التربية الإسلاميّة الرفيعة، فكان الصغيرُ يَحتَرِم ويُبجّل الكبير، والكبيرُ يعطف على الصغير، كما سادت فيه الآداب الرفيعة والأخلاق الكريمة فلا تسمع فيه إلّا تلاوة كتاب الله، والحثّ على العمل الصالح وما يقرّب الإنسان من ربّه.

لقد كانت شخصيّة الإمام الرضا (عليه السلام) ملتقى للفضائل بجميع أبعادها وصورها، فلم تبقّ صفة شريفة يسمو بها الإنسان إلاّ وهي من نزعاته، فقد وهبه الله كما وهب آباءه العظام وزيّنه بكل مكرمة، وحباه بكل شرف وجعله علماً لأمّة جدّه، يهتدي به الحائر، ويسترشد به الضال، وتستنير به العقول.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: