الى

الدراسات اللسانية والأدبية: عنوان للجلسة البحثية الصباحية لمؤتمر العميد العالمي الأول بيومه الثاني

الجلسة البحثية الثالثة
افتتحت صباح اليوم السبت 20 ذو الحجة 1434 هـ الموافق 26 تشرين الاول 2013 م ، وضمن منهاج فعاليات مؤتمر العميد العالمي الأول الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة ، وعلى قاعة الإمام موسى الكاظم عليه السلام فيها ، الجلسة البحثية الثالثة والأولى ضمن منهاج اليوم الثاني، وتمحورت حول الدراسات اللسانية والأدبية.
وأديرت هذه الجلسة من قبل الأستاذ الدكتور علي عبد الرزاق السامرائي من العراق رئيساً والدكتور خميس الصباري من سلطنة عٌمان مقرراً .
كما شهدت هذه الجلسة والتي استهلت بآي من الذكر الحكيم ، قرأت خمس بحوث لباحثين من داخل العراق وخارجه ، فقد كان البحث الأول من مصر للأستاذة الدكتورة وجيهة محمد مكاوي وتحت عنوان ( أثر التنويريين القدامى في الأدب واللغــــة الجاحظ و المبرد (نموذجا ) ) وبينت فيه أنه "قد يتوارد في أذهان كثير من جمهور المثقفين أن عصور المسلمين الأولى كانت بطبيعة تكوينها أميل إلى المحافظة والانغلاق وأن ما قدمته حضارتهم خلال قرونها الأولى كان ينصب في قالب تقليدي عقيم ينظر للماضي ويقلد اللاحق فيه السابق ، ولا يستطيع أن يخلع ربقة التقليد والمتابعة أو يخرج على الإطار الذي رسمه الأسلاف ، ووضعوا له المعالم والأسس !!".
موضحةً " أن هذا التصور ـ وإن وجدت له مبرراته ودواعيه ـ ينبغي أن نتوقف فيه ، ويجب أن يعيد الباحثون النظر في تراث المسلمين الفكري في مختلف جوانبه".
والأستاذة الباحثة هي أكاديمية وتدريسية بجامعة الأزهر وناشطة بمجالات عديدة ولها العديد من الكتب والبحوث المطبوعة وشاركت وحضرت لندوات ومؤتمرات على مستوى الوطن العربي وخارجة .
أما البحث الثاني كان للأستاذ الدكتور والباحث العراقي مجيد الماشطة وعرض كثير من قضايا علم اللغة الحديث ابتداءً من تعريف اللغة وانتهاء بعرض موجز لأهم مذاهب الفن، كما تعرض لتعريف (اللغة) باعتبارها واسطة تفاهم تتألف من كلمات ومنها تتألف الجمل, ذاكرا أهم الضوابط التي تحكمها بعرض مازج بين ما موجود من أراء الغربيين القدماء والمحدثين, ثم يتطرق إلى مسألة شائكة لكن بطريقة مشوقة ألا وهي مسألة نشأة اللغة , ذاكرا أهم النظريات لكن بآراء جديدة وبشيء من الدقة والوضوح.
والأستاذ الدكتور مجيد الماشطة هو باحث وأستاذ أكاديمي عراقي في الدراسات واللغات الإنكليزية وعمل تدريسي في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية ، وفي جامعة البصرة في البصرة ، وكلية التربية في مكة المكرمة وجامعة صنعاء في صنعاء، وجامعة الفاتح في طرابلس ،وأسهم في أكثر من 15 مؤتمرا متخصصا خارج العراق ، وله دراسات منشورة في الأردن ولبنان والسعودية والكويت والإمارات واليمن وعمان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب.
وكتب الكثير في حقل تحديث الدرس اللغوي العربي استنارة بما يجدّ في مجال طرائق تدريس اللغات الأخرى، وفي حقل الدراسات اللسانية المقارنة : مقارنة العربية بالإنجليزية على الأصعدة الصوتية والنحوية والدلالية.
كما كتبت عن أساليب تحديث طرائق تدريس العربية للناطقين بغيرها ، وعملت مديرا” لمعهد تعليم العربية للناطقين بغيرها “في الجامعة المستنصرية لعدة سنوات ترجمت العديد من الكتب والأبحاث المتعلقة باللسانيات بشكل عام وبعلم الدلالة بشكل خاص ونشرت عددا من الأبحاث في حقل التنظير الترجمي
جاء بعد ذلك دور الباحث الدكتور إدريس بن خويا من الجزائر وكان بحثه بعنوان (الجهود الدّلالية عند العلماء العرب القدامى) وبين فيه " ترجع أهمية البحث الدلالي عند العرب منذ نزول القرآن الكريم على خير البشرية -محمد صلى الله عليه وآله - فبدأ الاهتمام به والوقوف على معانيه من السبل الأولى في فهمه والبحث في دلالة ألفاظه".
موضحاً" ماهية مصطلح الدلالة في المدونات العربية الكبرى، فنجد أن ابن منظور (ت711هـ) يبيّن ما يقصد به المصطلح من هدي وإرشاد، يقول: » و دَلَّ فلان إِذا هَدى. و دَلَّ إِذا افتـخر… دَلَّ يَدِلُّ إِذا هَدَى و دَلَّ يَدِلُّ إِذا مَنَّ بعطائه…والدَّلُّ قريب الـمعنى من الهَدْي، وهما من السكينة والوقار فـي الهيئة والـمَنْظر والشمائل وغير ذلك …وقد دَلَّه علـى الطريق يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة، والفتـح أَعلـى ".
والدكتور إدريس بن خويا هو أستاذ محاضر بالجامعة الأفريقية، وأستاذ مختص في اللسانيات وعلة الدلالة ، شارك في العديد من المؤتمرات الدولية ونشر العديد من الأبحاث في مجلات علمية محكمة ، وعضو لجان التحرير لعدة مجلات علمية محكمة، وعضو أتحاد المؤرخين الجزائريين وعضو أتحاد الكتاب الجزائريين .
أما البحث الرابع فكان للدكتور عز الدين الناجح من تونس وكان بحثه بعنوان (العناصر اللسانية المحققة للوظيفة التواصلية ) حيث أوضح فيه " اللغة تقوم على مجموعة من العناصر اللسانية ، والمقصود باللسانية مجموعة من الأدوات والحروف والسماء والأفعال التي تكون بمثابة المرتكزات في اللغة ، يعول عليها المتكلم في تحقيق أغراضه ومقاصده من المحادثة الا وهي الوظيفة التواصلية في اللغة". وأجاب الباحث عن تسال طرحة في بحثه هو كيف يمكن أن تكون الحوارات القرآنية دليلاً على نجاح التواصل من خلال تحويلها على ضرب خاص من العناصر اللسانية ".
والدكتور عز الدين الناجح هو أستاذ في اللسانيات التداولية بجامعة تونس، وعضو مكلف بالبحاث والدراسات من جمعية إحياء ذاكرة الأرض، ومكلف بمهام عدة في الجمعيات العلمية والثقافية ، وصدر له العديد من الكتب والبحوث والمقالات، وشارك في العديد من المؤتمرات والعلمية داخل وخارج تونس.
واختتمت هذه الجلسة ببحث من مصر للدكتورة هدى عبد الحميد زكى محمد وكان بحثها بعنوان (آفاق وأسس الحوار الإسلامي وأثره على الفكر الغربي )
وبينت فيه "إن آفاق، وأسس الحوار الصحيح، الذى يجمع كل الحق، والعلم بواسع مفهومه، وأسسه، ومجالاته المختلفة، وكيفية معرفة النفس الإنسانية ودراستها، والدخول في أغوار سلوكها، وعلم الحوار بمداخله في النفس، والأدب فيه، واحترام الآخر... كل ذلك وغيره هو في الإسلام.
وإن كمال تطبيقه في حياة الرسول صلى الله عليه وآله ، قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 9 ،وقال تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )وذلك لأن الإسلام بنيان أركانه، وأسسه ثلاثة : العقيدة – والشريعة – والأخلاق".
مبينةً "إن صلاح الأخلاق، والسلوك : يرجع إلى الشريعة الإسلامية واستقامة المسلم في الشريعة : ترجع إلى العقيدة الإسلامية في عقدها ورسوخها في قلبه. قال صلى الله عليه وسلم : [أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا] "
والدكتورة هدى عبد الحميد زكى محمد دكتوراه في الأحوال والمقامات عن المدرسة الشاذلية ، ورئيسة قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو الرابطة العالمية لخريجي جامعة الأزهر، عضو نقابة أعضاء هيئة التدريس ،عضو مشارك في المؤتمرات العالمية والمحلية .
وشهدت هذه الجلسة العديد من المدخلات والأسئلة والاستفهامات قام الباحثين بدورهم بالإجابة عنها وتوضيح ما يلزم توضيحه.

تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: