انطلَقَ صباحَ هذا اليوم السبت موكبُ عزاء أهالي كربلاء الموحّد صوب حرم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، وذلك لتقديم تعازيهم بذكرى شهادة باب المراد الإمام محمد بن علي الجواد(عليه السلام)، هذه الفاجعة العظيمة التي بعثت الحزن والأسى والشجون في نفوس المؤمنين.
وقد تقدّم مسيرتهم العزائيّة نعشٌ رمزيّ حُمل على أطراف اﻷصابع، وسط هتافات الولاء لصاحب الذكرى الأليمة، معبّرين عن عظيم حزنهم ومواساتهم للنبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) بهذا المصاب الجلل، وكانت أولى محطّاتهم العزائيّة عند مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
وكما جرت العادةُ العزائيّة وعُرفهم الذي ساروا عليه، فإنّ نقطة انطلاقهم كانت من أحد الشوارع المؤدّية لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، مروراً بصحنه الشريف ويتقدّمهم نعشٌ رمزيّ، بعد ذلك يتّجهون صوب المُعزّى بهذا المصاب الإمام الحسين(عليه السلام) ليُعقد هناك مجلسٌ عزائيّ.
وخلال مسيرة هذا الموكب الذي يصطفّ فيه المعزّون على شكل مجموعات، يردّدون عبارات الحزن والأسى التي قدحت في الأذهان ما جرى على الإمام (سلام الله عليه)، وكيف احتفّ من حوله محبّوه ومريدوه.
يُذكر أنّ الإمام محمد الجواد بن عليّ الرضا(عليهما السلام) هو تاسع أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، ولد سنة (195هـ) واستُشهِد في أواخر ذي القعدة من سنة (220هـ)، بعد أن دسّت له السمّ زوجتُه أمّ الفضل بأمر المعتصم العبّاسي، لتُفارق روحه الطاهرة الدنيا بعد عمرٍ ناهز (25) عاماً، وكانت مدّة إمامته قد استمرّت (17) سنة.