الى

الأوّلُ من ذي الحجّة التقاءُ البحرَيْن واقترانُ النور بالنور

يُروى أنّه في اليوم الأوّل من شهر ذي الحجّة سنة (2هـ) الذي توافق ذكراه العطرة مثل هذا اليوم، وقع الزواجُ المُبارك للإمام علي من فاطمة الزهراء(عليهما السلام) وسُمّي بزواج النورَيْن، وتحظى هذه الواقعة بأهمّيةٍ كبيرة لأنّهما من أعظم الشخصيّات وأفضل الخلق بعد الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
عن خباب بن الأرت: أنّ الله تعالى أوحى إلى جبرئيل: زوّج النور من النور، وكان الوليّ الله، والخطيبُ جبرئيل، والمنادي ميكائيل، والداعي إسرافيل، والناثر عزرائيل، والشهود ملائكة السماوات والأرضين، ثمّ أوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك، فنثرت الدرّ الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر واللؤلؤ، ولمّا كانت ليلة الزفاف أتى النبيّ ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفةً، وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها والنبيّ(صلّى الله عليه وآله) يسوقها، فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبيّ(صلّى الله عليه وآله) جلبةً –صوتاً- فإذا به جبرئيل في سبعين ألفاً، وميكائيل في سبعين ألفاً، فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله): (ما أهبطكم إلى الأرض؟) قالوا: جئنا نزفّ فاطمة إلى علي بن أبي طالب فكبّر جبرئيل، وكبّر ميكائيل، وكبّرت الملائكة، وكبّر محمد(صلّى الله عليه وآله)، فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة وصار سنّةً.
وكانت ثمرةُ هذا الزواج الإلهيّ المبارك خمسة أولادٍ هم الإمامان المعصومان الحسن المجتبى وسيّد الشهداء أبو عبدالله الحسين(عليهما السلام)، وبنتان هما عقيلةُ بني هاشم زينب الكبرى وأمّ كلثوم(عليهما السلام)، وقد ولدوا في حياة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بمُدّةِ تسع سنوات، وآخر أولادهما المحسن(عليه السلام) الذي استُشهِدَ جنيناً بين الحائط والباب.
وقد جاء في الحديث المرويّ في كشفِ الغمّة، أنّه قد تقدّم إلى خطبة الزهراء(عليها السلام) الكثيرُ من الصحابةِ لكنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله) ردّهم، وعندما تقدّم أميرُ المؤمنين الإمامُ علي(سلام الله عليه) تهلّل وجهُه وفرح فرحاً شديداً، وقال: (لا كفؤ لفاطمة غير عليّ).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: