الى

السلامُ على باقر العلم بعد النبيّين

تمرّ علينا هذا اليوم الذكرى السنويّة لواحدةٍ من مصائب أهل البيت(عليهم السلام) ومحبّيهم، ألا وهي استشهاد الإمام محمد الباقر(عليه السلام) خامس الأئمّة الأطهار من أهل البيت المعصومين، الذين نصّ الرسولُ(صلّى الله عليه وآله) على خلافتهم من بعده، وذلك في السابع من ذي الحجّة الحرام، من عام (114) للهجرة.
قيل سمَّه ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك، فتكون وفاته في أيّام هشام بن عبد الملك، وتولّى الإمامُ الصادق(عليه السلام) تجهيز جثمان أبيه(عليه السلام)، وبعد تشييعٍ حافل لم تشهد المدينة نظيراً له، جيء بجثمانه الطاهر إلى مقبرة البقيع في المدينة المنوّرة، فدُفن بجوار قبر عَمّ أبيه الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)، وبجوار قبر أبيه الإمام علي زين العابدين(عليه السلام)، وأوصى إلى ابنه جعفر(عليه السلام) وأمره أن يكفّنه في بُردِهِ الذي كان يصلّي فيه يوم الجمعة، وأن يعمّمه بعمامته وأن يربّع قبره ويرفعه أربع أصابع، وأن يحلّ عنه أطماره عند دفنه.
كان من أهمّ ما عُني به الإمام أبو جعفر(عليه السلام) نشر العلم وإذاعته بين الناس، وقد جهد على تربية جماعةٍ فغذّاهم بفقهه وعلومه، فكانوا من مراجع الفتيا في العالم الإسلاميّ ومن مفاخر هذه الأمّة، وقد عهد إلى ولده الإمام الصادق(عليه السلام) القيام بنفقاتهم ليتفرّغوا إلى تدوين الحديث الذي سمعوه منه، وتُعدّ الكوكبة من العلماء التي تخرّجت على يده من خيار أصحاب الأئمّة(عليهم السلام) ومن عيون الفقهاء والعلماء، وقد أشاد بهم الإمام الصادق(عليه السلام) وفضّلهم على أصحابه، فقد خاطب أصحابه قائلاً: كان أصحاب أبي والله خيراً منكم، كان أصحاب أبي ورقاً لا شوك فيه، وأنتم اليوم شوكٌ لا ورق فيه.
وعلى أيّ حالٍ فقد استمدّ العالمُ الإسلاميّ من الإمام جميع مقوّمات نهوضه وارتقائه، ولم يقتصر المدّ الثقافيّ الذي يستند إليه على عصره، وإنّما امتدّ إلى سائر العصور التي تلت بعده، فقد تبلورت الحياة العلميّة وتطوّرت العلوم تطوّراً هائلاً ممّا ازدهرت به الحياة العلميّة في الإسلام.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: