الى

السيّدة أمّ كلثوم (عليها السلام): قتلتُمْ خيرَ رجالاتٍ بعدَ النبيّ(صلّى الله عليه وآله)

يروي أصحابُ السِّيَر أنّ موكب سبايا الإمام الحسين(عليه السلام) عندما وصل إلى الكوفة، صار أهلها يناولون الأطفال الذين على المحامل بعضَ التمرِ والخبزِ والجوز، فصاحت بهم أمُّ كلثوم وقالت: يا أهلَ الكوفة، إنَّ الصدَقَة علينا حرام، وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم، وترمي به إلى الأرض.

قال مسلمُ الجصّاص: والناس يبكون على ما أصابهم، ثمّ إنّ أمَّ كلثوم قالت لهم: صهٍ يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالُكم، وتبكينا نساؤكم! والحاكمُ بيننا وبينكم اللهُ يومَ فصل القضاء، فخطبت أمُّ كلثوم بنت علي(عليهما السلام) في ذلك اليوم من وراء كلّتِها، رافعةً صوتَها بالبكاء، فقالت:

يا أهلَ الكوفةِ سَوْءاً لكم، ما لكم خذلتُمْ حسيناً وقتلتُمُوه، وانتهبتُمْ أموالَهُ وورثتُمُوه، وسبيتُمْ نساءه ونكبتُمُوه؟ فتبّاً لكم وسُحقاً.

ويلكم، أتدرون أيَّ دواهٍ دهتكُمْ؟ وأيَّ وزرٍ على ظهوركم حملتُمْ؟ وأيَّ دماءٍ سفكتُمُوها؟ وأيَّ كريمةٍ اهتضمتُمُوها؟ وأيَّ صِبيَةٍ سلبتُمُوها؟ وأيَّ أموالٍ نهبتُمُوها؟ قتلتُمْ خيرَ رجالاتٍ بعدَ النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، ونُزِعت الرحمةُ من قلوبِكُم، ألا إنّ حزبَ اللهِ هم الغالبون، وحزبَ الشيطانِ هم الخاسِرون.

ثمّ قالت:

قتلْتُمْ أخِي صَبراً فوَيلٌ لأُمِّكُمْ * ستُجزَوْن ناراً حَرُّها يَتوقّدُ

سَفكتُمْ دِماءً حرَّمَ اللهُ سَفْكَها * وحَرّمَها القرآنُ ثُمّ مُحمّدُ

ألا فَابْشِرُوا بِالنّارِ إنَّكُمُ غَداً * لَفِي قَعْرِ نارٍ حَرُّها يَتَصعّدُ
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: