الى

السيد الصافي: من لا يفهم عاشوراء فإنّه لا يفهم الإمام الحسين(عليه السلام) وبالنتيجة فإنه لا يفهم النبي (صلى الله عليه وآله)

جانب من اللقاء
من لا يفهم عاشوراء فإنّه لا يفهم الإمام الحسين(عليه السلام) وبالنتيجة فإنه لا يفهم النبي (صلى الله عليه وآله) هذا ما أكّد عليه الأمينُ العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزه) خلال لقائه بثُلّةٍ من المُهاجرين والمُغتربين في أمريكا، وكان هذا على هامش زيارة الوفد الذي ضمّ أكثر من 190 شخصية (علمائية وأكاديمية واجتماعية وثقافية) لمرقد أبي الفضل العباس(عليه السلام) بعد ظهر اليوم الأربعاء 9محرم 1435هـ، الموافق لـ 13تشرين الثاني 2013م في قاعة ضيافة العتبة المقدسة.
وأضاف: "نحن مسرورون بلقائكم يا من تحمّلتم عناء السفر وتجشّمتم مشقة الطريق وتركتم أعمالكم وعوائلكم وجئتم بشغف لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، وهذا أن دلَّ على شيء إنّما يدلُّ على جَذْبَةٍ انتُزِعت بها قلوبُكم وأجسامُكم للتشرّف بزيارته (سلام الله عليه) ".
مضيفاً: " قضية عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام) هي قضية مركزية اهتمَّ بها النبيُّ وأهلُ بيته(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام)، ونحن مدينون له(عليه السلام) باعتباره الشخصية التي أيقظت ضمائرنا واستطاعت أن تميّز بين خطين: الخط الأصيل والخط المزوّر، ولولا الإمام الحسين(عليه السلام) ودماؤه الطاهرة لكانت الرؤيا لدى المسلمين قد ضاعت وامتزج هاذان الخطان ".
وبيّن السيد الصافي: "الإنسان عندما يدّعي ارتباط عقيدة بالسماء يحتاج الى يقين ووجود حقيقة قائمة في النفس، وهذه العقيدة لم يدّعِها أحدٌ في زمن الإمام الحسين(عليه السلام) إلّا هو(سلام الله عليه) وأنه إمام مفترض الطاعة، لذلك فإن النبي(صلى الله عليه وآله) عندما عرّفه لنا، قال: (حسينٌ مني وأنا من حسين) فكيف يكون النبي من الإمام الحسين(عليه السلام)؟ وهذا المعنى يتجسّد في أنّ هذا الخط الذي امتدّ من الإمام الحسين(عليه السلام) وحتى الإمام الحجة(عجّل الله فرج) وقد ركّز عليه الأئمة المعصومون وجذّروه في نفوس الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) بحيث أن كلَّ إمام من الأئمة(عليهم السلام) كان مهتمّاً بقضية سيد الشهداء(عليه السلام)، وجاء ذلك من خلال جملة من الأحاديث المتنوعة، منها ما يحث ويشجع على الزيارة، وأُخَرَ تحث على إحياء المناسبات الدينية، وأُخَرَ تحث على تعمير المراقد المقدسة، وهذا التشجيع والحث لمدة مئتين من السنين جعل قضية عاشوراء تترسّخ وتتجذّر في نفوسنا، حيث كانت هي القضية الأهمّ والأبرز في حياة الأئمة(صلوات الله عليهم) ".
موضّحاً: " بعض الزيارات لا زال أمرها غير مفهوم، مثل الزيارة الرجبية، فعندما يقول الإمام الصادق(عليه السلام) فيها: (أشهد أنّ دماءكم سكنت في أظلّة العرش) ما معنى هذا الكلام؟ فالإمام الصادق(عليه السلام) لا يتكلم مجازياً، وتبقى هذه علامة استفهام كبيرة لا نستطيع أن نفهم سرها بالشكل الذي يراه الإمام(عليه السلام)، ومن جملة أحداث عاشوراء هو أن الإمام الحسين(عليه السلام) عندما رُميَ بالسهم وَضَع يده تحتَه وجَمَع تلك الدماء الطاهرة ورمى بها الى السماء فلم تسقطْ قطرةٌ من ذلك الدم الطاهر الى الأرض، فلماذا تعطّلت قوانين الجاذبية؟ فالإمام الصادق(عليه السلام) عزّز هذه الحادثة بقوله في هذه الزيارة ".
مُختتِماً قوله: "هناك تفاعل سماوي مع الأرض، وأن واقعة الطف لم تكن ضمن مساحة ضيقة وإنما امتدت لتصل الى السماء وسكانها، وهذا واقعاً إن دلّ على شيء فإنه يدلُّ على أن قضية الإمام الحسين(عليه السلام) هي عبارة عن مشروع إلهي المُراد منه إحياء شريعة النبي(صلى الله عليه وآله)، إن الإمام الحسين(عليه السلام) لم يعلّمْنا طريق الموت وإنما علّمنا طريق الحياة، ومن لا يفهم عاشوراء فإنه لا يفهم الإمام الحسين(عليه السلام) وبالنتيجة فإنه لا يفهم النبي(صلى الله عليه وآله)".
يذكر أن زيارة هذا الوفد تأتي ضمن سلسلة الوفود العاشورائية المُتشرِّفة بزيارة العتبة العباسية المقدسة، لإحياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين(عليه السلام)، إضافة لإدامة الصلة والتواصل بينهم وبين أئمتهم(صلوات الله عليهم)، وأن هذه الشخصيات قد تنوّعت بجنسياتها واختصاصاتها وتوجهاتها، لكنّها توحّدت في شيء واحد هو حبُّها للإمام الحسين(عليه السلام) .
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: