الى

آثار مَنْ عادى شعائرَ الإمام الحسين وقمَعَ محبّيه تتوسّطُ طريقَ زائريه

تعرّضت الشعائرُ الحسينيّة التي تُعدّ أحد أهمّ روافد استمرار الارتباط بقضيّة الإمام الحسين(عليه السلام)، لمضايقاتٍ عديدة ومحاربةٍ شديدة وقمعٍ في فتراتٍ زمنيّة متفرّقة، وكانت أجهزةُ النظام البعثيّ الحاكم سابقاً من الأنظمة التي وقفتْ ضدّ إقامتها وقمعتْ كلَّ مَنْ يُقيمها بشتّى الوسائل، فتعرّضَ زائرو الإمام الحسين(عليه السلام) في تلك الحقبة لأشدّ وسائل القمع والتعذيب والإبادة.
وكان أحد أشرس الاعتداءات هو ما تعرّضت له كربلاءُ المقدّسة باعتبارها مشعلاً يُنيرُ درب الثائرين، وبالأخصّ المرقدان الطاهران للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) مطلعَ تسعينات القرن الماضي إبّان الانتفاضة الشعبانيّة، حيث تعرّضت لقصفٍ وحشيّ أدّى إلى حدوث أضرارٍ جسيمة طال قسمٌ منه قبّتَيْ المرقدَيْن المقدّسَيْن، وعلى وجه الخصوص القبّة الشريفة لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
ولأجل التذكير بتلك الحقبة الدمويّة المُظلِمة ووحشيّة هذا الاعتداء وهمجيّته، والحقد الدفين على المراقد المقدّسة ومنها مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، فقد تعرّضت قبّته الطاهرة وأجزاء أُخَر من الحرم الطاهر إلى القصف بجميع أنواع الأسلحة، بادر متحفُ الكفيل للنفائس والمخطوطات التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، ضمن مشاركته في محطّة الكفيل الثقافيّة التي اتّخذت من طريق النجف/ كربلاء للزائرين منطلقاً لأنشطتها وفعّالياتها، إلى عرض مجسّمٍ لقبّة مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، موضّحاً آثار الاعتداء وما لحق بها من أضرارٍ جسيمة.
وقال مسؤولُ قسم المتحف الأستاذ صادق لازم لشبكة الكفيل: "توسّط المعرضَ الفنّي الخاصّ بالمتحف وضمن جناحه عرضُ مجسّمٍ مصوّرٍ كبير لقبّة مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وقد بانتْ عليها آثارُ الاعتداء والضرب بالمدفعيّة والصواريخ، كذلك تمّ عرضُ نماذج من طابوقات القبّة التي لحقها الضرر، بالإضافة إلى وثائق وأدلّة عينيّة أُخَر تُعتبر من مقتنيات المتحف كشاهدٍ على تلك الحقبة المظلمة، وبما يُسهم في اطّلاع الزائرين وبالأخصّ الجيل الذي لم يُعاصِرْ تلك الفترة على تلك الأحداث".
وأضاف: "العرض كذلك شمل نسخاً من مقتنيات المتحف للإسهام في التعريف بالمعرض، مع إعطاء شرحٍ مختصر عن المقتنيات وعن كلّ قطعة وفي مقدّمتها مجسّم القبّة الشريفة".
هذا وقد شهدتْ هذه المحطّةُ تفاعلاً كبيراً من قِبل الزائرين، وقد طال وقوفهم أمامها واستفسارهم عنها للإحاطة بكلّ التفاصيل.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: