الى

أعظم الله لكما الأجر يا رسول الله ويا أمير المؤمنين (عليهما السلام)

الثالث والعشرون من صفر ذكرى رحيل كافِلَةِ خاتَمِ النَّبِيّينَ ووالِدَةِ سَيِّدِ الوَصِيّينَ

تمرّ هذا اليوم الثالث والعشرين من شهر صفر الخير ذكرى رحيل السيّدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أمّ أمير المؤمنين علي(عليه السلام) وزوجة أبي طالب(عليه السلام)، وذلك في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنوّرة.
هذه السيّدة الجليلة التي قال فيها رسول الله(صلّى الله عليه وآله): (أمّي بعد أمّي)، في دلالةٍ على مكانتها ومنزلتها، التي أحزنت برحيلها قلب الرسول(صلّى الله عليه وآله)، وهي الطاهرةُ المطهّرة أمّ الأئمّة الأبرار، وصاحبةُ كرامة شقّ الجدار، حين وضعت وليّ الله الكرار، قرينة الصابر المجاهد المظلوم، مؤمن قريش سيّدنا أبي طالب(عليه السلام)، فيحقّ للكون أن ينشر ألويةَ الحزنِ والحداد لذكرى رحيلها.
والسيّدة الجليلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف زوجة أبي طالب(عليه السلام) وأمّ أمير المؤمنين(عليه الصلاة والسلام)، تُعدّ أوّل هاشميّةٍ أنجبت لهاشميّ، وقد آمنت بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله) في الأوّلين، وكانت قبل ذلك تتّبع ملّة إبراهيم(عليه السلام). هاجرت مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في جملة المهاجرين، وكانت أوّل امرأةٍ بايعت الرسول(صلّى الله عليه وآله) في مكّة بعد السيّدة خديجة(عليها السلام)، وهي الحِجْرُ الذي كفل رسول الله(صلّى الله عليه وآله الطيّبين).
كانت (سلام الله عليها) كالأمّ لرسول الله(صلّى الله عليه وآله) فقد تربّى في حجرها وكان (صلّى الله عليه وآله) شاكراً لبرّها، حيث كان يُكرمها ويعظّمها ويدعوها (أمّي) وكان يزورها ويُقيم في بيتها.
وتشير الرويات أنّ رسول الله(صلّی الله عليه وآله) كفّنها بقميصه. ثمّ قال: (إنّ جبريلَ عليه السلامُ أخبرني عن ربّي عزّ وجلّ أنّها من أهل الجنّة، وأخبرني جبريلُ عليه السلام أنّ الله تعالى أمَرَ سبعين ألفاً من الملائكةِ يصلّون عليها)، ثم صلّى عليها صلاة الميّت، وسار في جنازتها حتّى أوصلها إلى قبرها في البقيع، وتمعّك في اللحد -أي اضطجَعَ فيه كأنّه يوسّعه- ثمّ أهال التراب عليها، وخرج من قبرها.
ومن خصائص السيّدة فاطمة بنت أسد(عليها السلام) أنّها قد وردت في حقّها زيارةٌ خاصّة من دون سائر أُمّهات المعصومين ما عدا الصدّيقة الزهراء(عليها السلام) والسيّدة نرجس(عليها السلام)، وممّا يدلّ على عظم شأنها وجلالة قدرها هي العبارات الرفيعة التي وردت في زيارتها.
وتوفّيت (عليها السلام) في الثالث والعشرين من شهر صفر المظفّر من عام (4هـ) في المدينة المنوّرة، وقبرها يقع في البقيع بالقرب من قبور أحفادها أئمّة البقيع(عليهم الصلاة والسلام). فالسلامُ عليها يوم وُلدت ويوم ماتت طيبةً طاهرةً ويوم تُبعث حيّةً بإذن ربّها.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: