الى

في الطرق المؤدية إلى كربلاء.. مواكب الخدمة المتقاربة وأمواج المسلمين وأهل الكتاب وأشياء أخرى

سيل من البشر يتدفق نحو كربلاء المقدسة
سيل من البشر يتدفق نحو كربلاء المقدسة
في تجواله على طريق المواكب الحسينية المنتشرة في الطرق المؤدية إلى كربلاء رصد مندوب موقع (الكفيل) مظاهر الزحف المليوني إلى كربلاء الإمام الحسين عليه السلام.

ففي طريق النجف الأشرف اصطفت مواكب الخدمة الحسينية جنباً إلى جنب لتقدم الطعام والشراب والحلويات والخدمات الطبية المجانية إلى زوار ذكرى أربعينية أبي الأحرار الإمام الحسين وحامل لواءه أخيه أبي الفضل العباس وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، هؤلاء الزوار الذين جاءوا ليجددوا العهد مع إمامهم للسير خلف راية الحق ورفض الظلم بكل أشكاله.

يتميز هذا العام عن سابقه بعدد المواكب المبنية بالطابوق والمجهزة بالخدمات المختلفة، حيث زاد عن عددها في العام الماضي، وتبقى أغلبها عبارة عن سرادقات تعد بالمئات.. وهي مفروشة ومجهزة بالأغطية لراحة الزائرين ومبيتهم، وملحقٌ بها مجموعات صحية مبنية بالطابوق ومناهل للوضوء وشرب الماء، وإن الكثير منها مسورٌ، كما ان الغالبية الساحقة يحتوي مولدات الديزل لضمان استمرار الكهرباء، حيث شاهد مندوب الموقع العدد الكبير من النشرات الضوئية والمصابيح الكبيرة التي أضاءت تجمعات المواكب والطريق في معظم أطواله، مما سهل على أفواج الزائرين المشاة إكمال المسير دون معوقات حتى بعد ساعات من أذان المغرب.

ولا تكاد تفارق سمعك أصوات السماعات في تلك المواكب التي تصدح تارة بالقرآن الكريم والأذان وقت الصلاة، وبالمراثي الحسينية في غير ذلك تارة أخرى.

ومما يزيد المشهد تميزاً، هو تجاور هذه المواكب الخدمية بين معظمها في الكثير من مسافات الطريق البالغ طوله 85كم، حتى أن الفاصل بينها أمتار قليلة، ولا تكاد مسافة معتدة بها من الطريق تخلو من تلك الخدمات، أما القلة الباقية فهي متباعدة بمسافة لا تزيد عن 500 متر فيما بينها كمعدل، حتى يخال المرء أنه يتجول في شوارع مدينة لا في طريق خارجي طويل.

ومما يدعم هذه الأجواء قيام القوى الأمنية والمرورية بتفريغ مسار الذهاب إلى كربلاء المقدسة - من الطريق المذكور - لأفواج المشاة من الزائرين فقط ومواكب الخدمة، فيما خـُصص مسار الإياب للسيارات، فيما خصصت وزارة الصحة عربات الإسعاف في مسافات متفاوتة من الطريق، وجابت العجلات الأمنية الطريق للمساعدة في حمايته واستخدمت أجهزة السماعات فيها للنداء على من يفقد رفقاءه.
أما على مداخل مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدسة فتجد معظم المواكب متلاصقاً.
وفي جميع هذه المواكب ترى التسابق على خدمة الزائرين شعاراً يرفعه بفخر من يخدمون فيها، فتراهم يرجونك أن تتناول طعاماً في موكبهم ولا تستطيع الخلاص أحياناً من زعل بعضهم أو حزنه إن علم بأنك قد تناولت طعامك في الموكب السابق.

ولا يكاد المشهد يختلف كثيراً في الطريق الذي يؤدي إلى كربلاء المقدسة من مدينة الحلة مركز محافظة بابل، وهو المسار الثاني للوصول إلى كربلاء من محافظات الفرات الأوسط والجنوب بعد طريق النجف الأشرف، وطريق العاصمة بغداد الذي يوصل أيضاً أبناء المحافظات الوسطى والشمالية، حيث تكثر المواكب الخدمية ويزدحم عديدها وتـُسد أحد مساري الطريق ليخصص لها ولزوارها، وترى في طريق بغداد خاصة، وأحيانا بعض القادمين من البصرة، بالإضافة إلى أبناء أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، تجد أهل السنة، وتجد غير المسلمين من المسيحيين والصابئة في مواكب مختلطة مع المسلمين أو خاصة بهم.
لقد ضحى الحسين بدمه من أجل بقاء الدين ومنهج الحق ونصرة المظلومين وضد الباطل والطغاة، وأعطى كل ما يملك من مال وولد ونفس من أجل خالقه، فأعطاه الله كل شيء.
يُذكر أن مصادر رسمية وشبه رسمية في محافظة كربلاء المقدسة كانت قد ذكرت العام الماضي تقديرات أجرتها القوى الأمنية في السيطرات الأمنية الرئيسية ومجاميع إحصائية من العاملين في العتبة الحسينية المقدسة قد انتشرت على مداخلها تؤكد أن اعداد الزائرين الذين دخلوا مدينة كربلاء المقدسة خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، من العراق ومن أكثر من (20) بلدٍ عربي وأجنبي كان بما لايقل عن (9.5) تسعة ونصف مليون زائر وارتفعت به تقديرات أخرى إلى 12 مليون زائر، ويتوقع زيادتهم هذا العام بحسب المؤشرات الإعلامية.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: