الى

كلمةُ العتبةِ العَبَّاسيَّةِ المُقدَّسَةِ خلالِ انطلاقِ فعالياتِ مؤتمرِ جامعةِ العميدِ الدوليِّ

ألقَى عضوُ مجلِسِ إدارةِ العتبةِ العباسيَّةِ المُقدَّسَةِ الدكتور عَبَّاس رشيدِ الموسوي كلمةَ الأمانةِ العامةِ الخاصةَ بانطلاقِ فعالياتِ مؤتمرِ جامعةِ العميدِ الدوليِّ الثاني للعلومِ الطبيَّةِ

وهذا المؤتمرُ تُنظِّمُهُ جامعةُ العميدِ التابعةُ لهيأةِ التربيةِ والتعليمِ العَالِي في العتبةِ العبَّاسِيَّةِ المُقدَّسَةِ، وبرعايةِ وزارةِ التعليمِ العالي والبحثِ العلميِّ وبالتعاونِ مع جامعـةِ الكفيـلِ ومستشفى الكَفيـلِ التَّخَصُّصِيِّ، وجامعةِ UKM الماليزيَّةِ.

وفيما يأتي نصُّ الكَلِمَةِ:

منذُ أن اختطَتِ العتبةُ العبَّاسِيَّةُ المُقدَّسَةُ لِنفسِهَا نَهْجَهَا الذي عُرِفَتْ به وتَمَيَّزَتْ ولاحَتْ تضاريسُهُ على جغرافيةِ الوطنِ فقد كانَ مِلَفُّ التربيةِ والتعليمِ العالي لا يزاحِمُه مِلَفٌّ لأَنَّهُ الألصقُ في بناءِ الإنسانِ وتشييدِ منظومتِهِ الفكريَّةِ القِيَمِيَّةِ.

حيثُ الانسانُ أَنَّى كانَ، وحيثُ كانَ، ولأَجلِ ذلِكَ وفي صميمِ ذلكَ احتضَنَتْهُ وهو يدرجُ في سُلَّمِ حياتِه الأولى في رياضِها وَرَعَتْهُ في مَدارسِهَا ومعاهِدِها ومؤسَّسَاتِها التربويَّةِ والتعليمِيَّةِ وتَلَقَّفَتْهُ في الجامِعَةِ على نحوٍّ سَجَّلَتْ فيه فرادةً وتَمَيُّزاً، ولا شَكَّ أنَّكم تُسَجِّلُونَ لها أنَّها رادات طريق التعليم الطبِّي البشريِّ غيرِ الحكوميِّ فكانَتِ الرائدةَ الأولى في العِرَاقِ في تجربةٍ أرادَتْ لها أن تكونَ مُمَيَّزَةً في كلِّ شيءٍ ولَعَلَّها بحولٍ من اللهِ وقُوَّةٍ منه تكونُ كذلك فتُؤتِي ثمارَهَا عَمَّا قريبٍ فتكونونَ شهوداً على ذلك أيضاً.

وما هذا أيُّها الأخوةُ إلاّ إيماناً منها أنَّ الفردَ العراقيَّ أهلٌ للرعايةِ والاهتمامِ مثلَمَا هو أهلٌ للثقةِ بقدراتِهِ العقلِيَّةِ ومُؤَهِّلاتِه التي حَبَاهُ اللهُ تعالى بها فكانَ موضعَ تقديرٍ ومطمحَ المُتَأَمِّلِين وَمُرتَكَزَ البانِينَ كَمَا شَهِدَتْ له بِقاعٌ جغرافيَّةٌ قريبةٌ وبعيدةٌ، وكما رَسَّخَتِ القناعةَ به تجاربٌ عالميَّةٌ في مَجَالاتِ الصحَّةِ والتعليمِ وغيرِهما .

نلتَقِي هنا أيُّها الأخوةُ في هذا الصرحِ لِنَمدَّهُ معكم بالعَزمِ والرعايةِ ليَأخذَ سبيلَه إلى مراقِي النجاحِ التي لم تكنْ إلاّ بالبحثِ العلميِّ وإلاّ بالمؤتمراتِ والملتقياتِ العِلْمِيَّةِ إدراكاً مِنَّا جميعاً بمدى أهميَّةِ تفعيلِ العَقلِ ودورِه في رسمِ المُستقبلِ الزاهِرِ الآمنِ، فالبحثُ العلميُّ هو حجرُ الزاويةِ فيه، فبِه تُدامُ المعرفةُ ويكونُ الاكتشافُ وتتوَسَّعُ المداركُ و تُنَمَّى القدراتُ وتُفتَحُ الآفاقُ المعرفِيَّةُ الجديدةُ وبه يُرفَعُ مستوى الوعي مِمَّا يُسهِمُ في تنميةِ الفردِ وتطويرِه وحلِّ مشاكلِه .

إنَّ البحثَ العلميَّ من خِلالِ مؤتمراتِه هذِه يَسْعَى إلى صناعةِ تَجَمُّعَاتٍ بشريَّةِ تَدعمُ العلائقَ العلميَّةَ وتُمَتِّنُ الأواصرَ البحثيَّةَ وتُرَصِّنُ جودتَه من خلالِ مَجَسَّاتِ التحكيمِ العلميِّ ومن خلالِ المراجعَةِ والمباحَثَةِ والتقييمِ، لَعَلَّهُم أن يُوَفَّقُوا ولَعَلَّكُم بدعاءٍ صادقٍ إليه جَلَّتْ قدرتُه أن يَرعَى هذا الجمعَ ويُسَدِّدَه وينفخَ فيه نَفَحَاتِ النَّجاحِ ونرجوهُ أنْ يكيلَ عَنَّا الثناءَ الجزيلَ لِكُلِّ مَن أسهَمَ في إقامةِ هذا المؤتمرِ من لِجَانٍ علميَّةٍ وتحضيريَّةٍ وباحثينَ وشركاءَ ومشارِكينَ وحاضرينَ واللهُ وليّ التوفيقِ
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: