الى

تجربةُ مكتبة العتبة العبّاسية المقدّسة بتوظيف التقنيّات الحديثة على طاولة نقاش ندوةٍ حواريّة في جامعة بغداد

استعرضتْ مكتبةُ ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة التابعةُ لقسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة، تجربتها في كيفيّة توظيف إمكانيّات التقنيّات الحديثة، واستثمارها في التغلّب على الكثير من المشكلات المرتبطة بالتراث وطرح البدائل المناسبة.
جاء ذلك خلال الندوة الحواريّة التي نظّمها مركزُ إحياء التراث العلميّ العربيّ في جامعة بغداد، والتي توسّمت بـ:(المواقع الإلكترونيّة وأثرها في العناية بالتراث العلميّ العربيّ المخطوط).
المشاركةُ في هذه الندوة التي شهدتْ حضوراً نوعيّاً وموسَّعاً من قِبل مختصّين وأكاديميّين من داخل الجامعة وخارجها، تمثّلتْ ببحثٍ كان على شقَّيْن، الأوّل نظريّ قدّمته مديرةُ مكتبة أمّ البنين(عليها السلام) النسويّة السيّدة أسماء العبادي، حيث بيّنت أنّ: "قضايا التراث العربيّ المخطوط كثيرة، ويُعدّ الضبط الببلوغرافيّ والإتاحة من أهمّ القضايا، لذا فلابُدّ من توظيف الإمكانات التقنيّة ونُظُم المعلومات في ذلك".
موضّحةً أنّ: "الأدوات المستخدمة في تحقيق ثورة الاتّصالات وتطبيقاتها في مختلف المجالات خصوصاً في بثّ المعلومات، قد أسهمت في التحوّل لمفهوم المجتمع الرقميّ، وإنّ الوسائل التكنولوجيّة الحديثة في مجال المعلومات والتوثيق الإلكترونيّ، قد سهّل كثيراً استخدام نسخةٍ إلكترونيّة من المخطوطات بدلاً من النسخ الأصليّة، خصوصاً أنّ طبيعة المخطوط نفسه تتطلّب التعامل معه بالكثير من الحذر خوفاً عليه من التلف، وهذا ما عملت عليه مكتبةُ العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد خطتْ خطواتٍ واسعةً ومدروسةً في هذا المجال".
أمّا الشقّ العمليّ فقد قدّمه الأستاذ أحمد العبودي مسؤولُ وحدة فهرست المخطوطات التابع لمركز تصوير المخطوطات وفهرستها ‌‏في العتبة العبّاسية المقدّسة، وكان بشرحٍ توضيحيّ لآليّة عمل موقع (المرجع الرقميّ للتراث المخطوط) التابع لمركز تصوير المخطوطات وفهرستها، الذي اتّخذ منه العبودي أنموذجاً عمليّاً يُحتذى به لتحقيق مبدأ حماية المخطوط، وخدمة الباحثين في التزوّد بنسخ المخطوطات المطلوبة للدراسة والتحقيق، مستعرضاً كذلك الخطوات التي اتّبعها لرفد هذا الموقع بما يحتاجه من محتوى يتلاءم والأبواب والنوافذ المنبثقة منه، والآليّات الحديثة والتقنيّة لتأدية هذا الغرض.
هذا وقد كانت هذه التجربة محطّ اهتمامٍ وإشادةٍ من قِبل الحاضِرِين والمشارِكِين، لكونها طُرِحت من خلال تجربةٍ عمليّة بعيدةٍ عن التنظير.
واختُتِمت الحلقةُ النقاشيّة بعددٍ من التوصيات التي تصبّ في كيفيّة العناية بالمخطوط فكريّاً، وتوفير المخطوط للبحث العلميّ، ورسم خطواتٍ مستقبليّة للاستفادة التاريخيّة والعلميّة من المخطوط العربيّ، تبعها توزيعُ شهاداتٍ تقديريّة على المحاضِرِين وكتبِ الشكر للمشاركين.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: