دورةُ الأمن الفكريّ تسلّط الضوء على ظاهرةٍ مجتمعيّةٍ مهمّة، تعرّفْ عليها

تتواصل دورةُ الأمن الفكريّ في القرآن الكريم والسنّة المطهّرة، التي يُقيمها معهدُ القرآن الكريم في النجف الأشرف التابع للمَجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة، بتنظيم محاضراتها النوعيّة تبعاً للمحاور المحدّدة لها.
وفي يومها الرابع تمّ تسليطُ الضوء على ظاهرةٍ مجتمعيّة مهمّة، تطرّق إليها الأستاذ في الحوزة العلميّة سماحة السيّد رشيد الحسينيّ بمحاضرةٍ حملت عنوان: (الأمن الفكريّ الأسريّ؛ آليّات الترابط والانسجام ومسبّبات التفكُّك).
إذ تطرّق الحسينيّ إلى جملةٍ من الآيات القرآنيّة التي تضمّنت إشاراتٍ لتنظيم العلاقة الزوجيّة وتنظيم شؤون الأسرة، لافتاً إلى أنّ فشل الأسرة المسلمة في عصرنا الحاضر نابعٌ من عدم معرفة الحقوق والواجبات الأسريّة؛ فالمحاكم تشهد اليوم كثيرًا من الدعاوى التي تكشف عن تقصيرٍ في التزام الزوجين بتأدية واجباتهما لأنّهما يجهلان حقوقهما وواجباتهما.
داعيًا المؤسّسات المتخصّصة لإجراء دراسةٍ تعرّفُ الزوجَيْن على حقوقهما وواجباتهما، انطلاقًا من قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ).
ونبّه الحسيني إلى أنّ الأسرة العراقيّة تواجه اليوم تحدّياتٍ خارجيّة، تتمثّل بسعي مؤسّساتٍ عالميّة لإعادة صياغة مفهوم الأسرة بأسلوبٍ آخر، يتقاطع مع تعاليم ديننا الحنيف ومجتمعنا المسلم، وتحدّياتٍ داخليّة تتمثّل بعوامل اقتصاديّة ومؤثّراتٍ اجتماعيّة.
واختتم السيّد الحسينيّ حديثه بمقترحاتٍ تحفظ كيان الأسرة من التفكّك، منها:
- الانسجام التامّ بين الأبوَيْن يحافظ على الأسرة.
- الإشباع العاطفيّ بين الزوجَيْن والأبناء.
- على الأبوَيْن أن يكونا قدوتَيْن صالحَيْن للأبناء.
- تتحمّل المؤسّسات الحكوميّة ووسائل الإعلام مهمّة كبرى في حفظ نظام الأسرة المسلمة.
يُذكر أنّ هذه الدورة التي يحتضنها مجمّعُ الإمام المرتضى(عليه السلام) الفكريّ التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة في محافظة النجف الأشرف، تهدف إلى تحصين المجتمع فكريّاً وتسعى لتأمين منظومة الصدّ العقائديّ قبل الوقوع في الشبهات والانحرافات الفكريّة، فضلاً عن توجيه الباحثين للخوض في غمار هذه العلوم المعاصرة التي نحن بأمسّ الحاجة لها في وقتنا الحاضر، ويُحاضِر فيها أساتذةٌ من الحوزة العلميّة بالإضافة إلى أساتذة الجامعات.