الى

لِمَ نلبس السواد؟ ونسير على الأقدام؟ ونبذل الطعام؟ في زيارة الأربعين...

شعيرة السير على الأقدام
ثلاث شعائر يحييها الزائرون في أيام مَدّ الأربعين، ولكن لنستعرض أولاً أصل الشعائر.. والشعائر هي فعل للمعصوم والموالين بحركات غير طبيعية للفت نظر العالم لهول المصيبة ولكن في خصوصية.
أما معنى كلمة الشعائر فهي جمع لكلمة (شعيرة) ويُقصد بالشعيرة الإعلام عن شيء، بمعنى ذلك: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) المقصود ومن يعظم الإعلام الى الله سبحانه وتعالى.
أمّا من أهمّ الشعائر التي يحييها الموالون لأهل البيت(عليهم السلام) في أيام زيارة الأربعين فهي لبس السواد، وخدمة أهل البيت(عليهم السلام) وزائريهم، والمشي على الأقدام صوب كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام).
أولاً: لبس السواد
يذكر العلامة النراقي في كتابه (مجمع الدرر) إن أول من لبس السواد هما الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) عند استشهاد أبيهما الإمام علي(عليه السلام)، وهذه الرواية تسمّى رواية الأصبغ بن نباتة، ويذكر العلامة النراقي في كتابه -مجمع الدرر- ثلاثين مصدراً متفقاً عليها من الفريقين.
ثانياً: خدمة أهل البيت(سلام الله عليهم)
يذكر العلامة البرقي في كتابه (المحاسن - ص42) إن أول من طبخ الطعام في مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) هو الإمام زين العابدين(عليه السلام) عندما رجع بالسبايا من الشام فاشترى الحبوب حتى لا تبلى وتتلف في الطريق أولاً، وثانياً كان يخاف على مُوالي أهل البيت من زبانية يزيد حيث أنهم إذا قدّموا له الطعام وتركهم تأتي زبانية يزيد(لع) وتعتقلهم ولذلك كان حينما يصل الى أي منطقة موالين كانوا أم غير موالين، يقولون له: ماذا تريد؟ فيقول: لا أريد إلا الدعاء. خوفاً عليهم من أن يقدّموا له خدمه فيتمّ اعتقالهم، ولذلك اشترى الحبوب وحملها معه فكان يطبخ العصيد في رجوعه بالسبايا من العيال والأطفال، ولذلك نلاحظ أنه في أيام الإمام زين العابدين(عليه السلام) كان الموالون يطبخون ما تُسمّى (الشلة) وكان ذلك تخليداً من الله سبحانه وتعالى للإمام(عليه السلام) .
ثالثاً: شعيرة المشي الى الإمام الحسين(عليه السلام)
هي شعيرة واضحة، ومتواترٌ بأنّ أوّل من أتى الى الإمام الحسين ماشياً هو جابر بن عبدالله الأنصاري، وكان هذا الفعل بمباركة الإمام زين العابدين(عليه السلام) حينما التقى معه على قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، والرواية تذكر أن جابر كان مأموراً من النبي محمد(صلى الله عليه وآله) ولم يأتِ راكباً مع وجود الفرس والبعير والدابة، مع العلم أنه كان ضريراً، ولذلك أكّد هذه المعلومة الإمام الصادق(عليه السلام) ففي كتاب (وسائل الشيعة/للحر العاملي) جزء 14 ص420 (من أتى قبر جدي الإمام الحسين ماشياً كتب الله له في كل خطوة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة).
فيا أيها الزائرون هنيئاً لكم بتعظيم شعائر الإمام الحسين(عليه السلام) وجعلنا الله وإيّاكم من خدمة خدام الإمام ومن جنود الإمام المهدي المنتظر(عجل الله تعالى فرجه الشريف).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: