سَجَّلَتْ عددٌ من مواكبِ كربلاءَ المقدَّسَةِ وأطرافِها حضورًا فاعلاً ومُمَيَّزاً في مهرجانِ موسمِ الأَحزانِ الفَاطِمِيِّ الذي يُقيمُه قسمُ الشعائِرِ والمواكبِ والهيئاتِ الحسينيةِ في ساحةِ ما بين الحَرَمَينِ الشرِيفَيْن وبنسختهِ الخَامِسَةَ عشرةَ إحياءً واستذكاراً لشهادَةِ بضعَةِ الرَّسولِ الأَكرمِ محمد - صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّمَ - وروحِهِ التي بينَ جنبيه، سيَّدَةِ النساءِ فاطمةَ الزهراءِ عليها السلامُ.
المشاركةُ كانَتْ بأشكالٍ متنوِّعَةٍ وأساليبَ عَزَائِيَّةٍ اختَصَّتْ بها هذه المواكبُ في إحياءِ هذه المناسبةِ، والذكرَى الأليمةِ التي تُحييهَا كربلاءُ المقدسةُ عاصمةُ الشعائرِ الحسينيةِ، ومواكبُها وأطرافُها؛ إذ كانَ هناكَ عرضٌّ مُجَسَّمٌ لِمَشَاهِدَ من حياةٍ ومواقفَ مَرَّتْ وَجَرَتْ على السيِّدَةِ الزهراءِ عليها السلامُ - وكيفَ صَبَرَتْ وآثرَتْ على نَفسِهَا في سبيلِ المحافظةِ على دينِ أبيها الرسولِ الأَكرمِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّمَ .
هذا وقد شَهِدَتْ هذه المشاركةُ تفاعلاً من قِبَلِ زَائِرِي المَرْقَدَيْنِ الطَّاهِرَينِ للإمامِ الحُسَيْنِ وأخيه أبي الفَضْلِ العَبَّاسِ - عليه السلامُ - وَطالَ بِهِم الوقوفُ على مفاصلِها، مُستَذْكِرين ما جَرَى على سَيدَتهِم ومولاتِهِم الزهراءِ - عليها السلامُ - في مثلِ هذه الأَيَّامِ من سَنَةِ 11 للهجرةِ النبوِيَّةِ، وما حَلَّ بآلِ البيتِ - عليهم السلامُ - بعدَ فقدِهِم لقُرَّةِ عينِ الرسولِ – صلَّى اللهُ عليه وآلِه - والتي تُعَدُّ أعظمَ مصيبةٍ بعدَ فقدِه .