الى

بالتّفصيل.. هذا ما قالَهُ السيّدُ الصافي في افتتاح مهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة

خلال افتتاح فعّالياتِ النسخة السادسة من مهرجان فتوى الدّفاع المقدّسة، كانت هناك كلمةٌ للمتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، هذا نصُّها:

وها قد عُدنا لكي نُحيي هذه الذكرى المباركة، ذكرى الفتوى التي قصمت ظهور الأعداء، وما كان لها أن تكون إلّا لاستشعار ذلك الخطر الكبير الذي خيّم على بلدنا.

إنّ الأُمَم يتفاوتُ عليها التأريخُ إيجاباً وسلباً، رَفعاً وخَفْضاً، والعراق هذا البلدُ العريق المُهمّ للذي يقرأ تأريخه بشكلٍ دقيق، سيجد فيه مَنجَماً كبيراً للحوادث التأريخيّة المتناقضة التي مرّت عليه، ولعلّ هذا قَدَرُ العراق، فالأحداث التأريخيّة والموقع الجغرافيّ لهذا البلد جعله يُعاني ويكونُ قليلَ الاستقرار.

بعض حوادث التأريخ نقرأها من خلال الكتب، وبعضها بمقدار ما نعيش زمناً نكون نحن الشهود على ما يجري، وتأريخنا الحديث نحن جزءٌ منه، تشكَّلَ هذا التأريخ بمجموعة عواملَ وأصبحنا نحن جزءاً من هذا التأريخ، والعراق مرّ بفترةٍ صعبةٍ جدّاً، حتّى لا نذهب إلى ما قبل الفتوى لأنّ هذا الأمر قد تكفّلت به موسوعةُ الدّفاع الكفائيّ، وتكلّمنا فيه كثيراً عن إرهاصات ما قبل الفتوى.

لكنّ الظروف بشكلٍ سريع التي نهضت بها النجف ونهض بها سيّدُها، والواقع أنّ هذا القرار ما كان ينبغي أن يكون غيره، قرارُ الفتوى هو قرارٌ تاريخيّ ووطنيّ ودينيّ وما كان ينبغي أن يكون إلّا هو، الذي يقرأ العمقَ الحضاريّ الفكريّ لامتدادات تأريخ النجف، سيرى أنّ هذا الموضوع الذي صدَرَ هو عبارة عن وجود إرثٍ دينيّ وفكريّ وحضاريّ، يتطلّع الناس دائماً إلى أن ينتظروا مثل هذا الموقف، أنا أتكلّم عن شعب، جماهير، أُناس، وارتباطهم مع الزعامة الروحيّة، لا أتحدّث عن جانبٍ له علاقة بالزعامات السياسيّة.

أنا الآن أريد أن أقرأ مشهداً أمامَ مرجعيّةٍ قدّرت الظرف ونطقت في وقتٍ محدّد وتوقيتٍ موفَّق، وعن مجموعةٍ من الشباب والشيبة من أتباع هذا الوجود، وأيضاً مجموعة من أتباع هذا الوطن، قد تفاعلت مع ما نطقت به النجف، هذه الإرهاصات، ما الذي أوصَلَ البلد إلى ما قبل الفتوى؟! هذا قطعاً له قراءةٌ أخرى وقراءةٌ دقيقة، وقد تحدّثنا عنها فمَنْ سَمعَ فقد سَمعَ ومَنْ أعطى لأُذنِه خلاف السماع فهذا شأنه، لكن الواقع لم يكن يتغيّر لولا الفتوى، ما كانت هناك قدرةٌ على مسك زمام التغيير بغير الفتوى.

نحن عندنا مشكلة أنّنا ننسى وهذا الموضوع يتكرّر، اليوم نمرّ بظرفٍ معيّن بعد أسبوع قد ننسى، فلا بُدّ أن يكون التغيير حاضراً عندنا، لأنّ قوّتنا بمقدار مكتسباتِنا وبمقدار فاعليّتنا وبمقدار فهمنا وبمقدار تأثيرنا، العراق ليس بلداً سهلاً، لا قدّر الله لو كان سقط لأثّرَ تأثيراً كبيراً على جميع المنطقة، وتكلّمنا في الذكرى السابقة عن (ماذا لو لم تكن الفتوى)، أنا أتحدّث عن قوّةٍ هائلة ومهمّة ما كان غيرها ليكون في التغيير الذي أوقَفَ هذه العصابات، المدّعية زوراً وبهتاناً شيئاً ألصقوه في الدين والدينُ منهم براء.

لعلّ أخطر المسائل عندما يقلّ وعي الناس، وتزداد شيطنة مَنْ بيدِهِ الأمر، من أخطر المسائل على الأُمَم عندما يتلاعب شياطينُ الإنس بمقدّرات الناس في الخديعة، ويتّخذون الأُطُر الدينيّة لتمرير ما يحقّقون.

بعد وفاة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) قفز إلى السطح مدّعِي النبوّة، قبل النبيّ لم يدّعِ أحدٌ النبوّة، وجد أنّ النبوّة سلاحٌ وتأثير فادّعاها كذباً وزوراً، وعلى مرّ التأريخ ستجد هناك خطّاً أصيلاً واقعيّاً، وهناك خطّاً مزيّفاً يريد أن يعبث، فَرزُ هذه الخطوط يحتاج إلى وعي (اعرِفِ الحقَّ تعرِفْ أهله)، ويبقى الإنسان دائماً أمام فِتَن، كلٌّ منّا يتوقّع أنّ الفتنة انتهت أو تنتهي فهو واهم، نعم تأخذ أشكالاً متعدّدة، فرزُ هذه الأمور عندما تتشابك تحتاج إلى بصيرة، تحتاج إلى وعي، تحتاج إلى نوعٍ من الالتفاف حول الحقّ بما هو حقّ.

المرجعيّةُ حاضرةٌ دائماً تُراقب المشهد، وقد تحدّثتْ عن أمورٍ كثيرة فيما يتعلّق بالبلد، وحذّرت من أمورٍ كثيرة تتعلّق بالبلد، وطريقة التحذير كانت واضحة، وطريقة الإنذار كانت واضحة، وطريقة النصح كانت واضحة، إلى أن وصلنا إلى أنّ البلد انهار، ثلثُ البلد انهار لماذا؟ لأنّ الآخرين قد أعطوا الأذن التي لا تسمع.



النبيّ نوح(عليه السلام) لبِثَ في قومه ما لبث، كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم، وسيّد الشهداء (عليه السلام) في واقعة الطفّ والمعركة بدأت، بين الخطب التي بيّنها سيّدُ الشهداء وبين السيف سويعات، المعركةُ حدثت قبل الظهر، فقط يريد أن يتكلّم، يريد أن يبيّن، هو ومجموعةٌ من أصحابه، فكان جوابهم (لقد أبرَمْتَنا بكثرَةِ كلامِك)، الأمّة عندما تُحرَم هذه النعمة -نعمة السمع- وتغلق آذانها ستقع في مستنقعٍ لا تنهض منه ولاتَ حينَ مندم، ماذا نفَعَ عبيدَ الله بن الحرّ الجعفي؟ هرب حتّى لا ينصر سيّد الشهداء، والحسين(عليه السلام) بنفسه جاءه، لعنةُ التأريخ تلاحقه، وأنصار سيّد الشهداء تيجانٌ للتأريخ.

هناك لحظاتٌ في التأريخ حرجة، الإنسان لابُدّ له أن يقرّر إمّا أن يلتحق بمجد أو أن يذهب إلى هاوية، وهذه الهاوية تذهب به إلى قعر الانحطاط، المرجعيّةُ هي امتدادٌ لهذا الوجود، لا تريد منّا جزاءً ولا شكوراً، لاحظوا هناك عاملٌ مُهمّ في سِيَر الأنبياء خاصّةً سيرة نبيّنا(صلّى الله عليه وآله)، النبيّ بذَلَ جهداً هائلاً في سبيل أن يُخرِجَنا من الظلمات إلى النور، لكن القاعدة والمبدأ هي: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا).

أنا لا أريدُ منكم شيئاً لذاتي عندما تخرجون من الظلمات إلى النور، وإذا سألنا أجراً (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)، مع هذه الزعامات الدينيّة الروحيّة لا نُقابل بمال ولا نُقابل بعوض، العوض هو الفوز، ما حدَثَ ما قوبِل بعوض، العوض هو هذا الفوز، الشهداء الذين سُفِكت دماؤهم أنا وأنت والتأريخ وموسوعة فتوى الدّفاع المقدّسة تتبّعناهم، حقيقةً وجدناهم من أهل الله، لم ينظروا إلى الدنيا لأنّهم لا يملكون شيئاً في الدنيا، والذين كانوا يملكون كانوا يعتقدون أنّ هذا مُلكٌ زائل، وهناك ملكٌ دائم، نتّبع مَنْ لا يريدُ منّا جزاءً ولا شكوراً، ولذلك لابُدّ أن نحرص دائماً على فَهْم ما جرى.

لابُدّ أن نفهم طريقةَ العلماء وأسلوبهم، وتأثير هذه الفتوى وارتباطنا الروحيّ بهذه الفتوى، لابُدّ أن نقرأ جيّداً فضلاً عن أن نكون على حذرٍ دائمٍ أن لا يتكرّر المشهد، وهذا الكلام ليس كلاماً شعبيّاً بل هو نخبويّ، مَنْ بيده زمامُ الأمور يُفترض أن تكون قراءته أكثر دقّة، لا أن يضع على الأُذُن غشاوةً حتّى لا يسمع، ركبُ الفتوى سار وانتَصَر العراق، وانتصر الشهداءُ على أعدائهم، وانتَصَر هذا الشعبُ المبارك لأنّه سمع وأطاع.

قارئُ القرآن قبل قليل ذكَرَ آيةً في الواقع كان موفَّقاً في اختيارها لهذه المناسبة، واقعاً تنطبق على ما جرى وهي: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا)، لأنّ داعش نُصِروا بالرّعب والقتل واستباحة الدماء، وهذا أسلوبٌ مُرعِب إمّا أن تخضع لي وإمّا أن أُزيلك من الوجود أصلاً، لذلك هي معركةُ وجود كما عبّرت عنها المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا، لاحظوا التعبير (فاخشَوْهُم) يعني أنّ هناك حرباً نفسيّةً ودعاية على أن لابُدّ أن تخشوا هؤلاء، اضعَفُوا أمامهم وخافوهم، وبالفعل خافَ أناسٌ كثيرون وسافر أناسٌ كثيرون، وأغلَقَ دورَهم أناسٌ كثيرون، وابتعد أناسٌ كثيرون، وصعَدَ على التلّ أناسٌ كثيرون خشيةً، لكن لاحظوا الجواب (فزادَهُم إيمانًا)، حقيقةً ما حدَثَ كانَ قد زادَهُم إيماناً (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ومعناها نتّكل ونتوكّل على الله تعالى وهو نِعمَ الوكيل.

نحن نفتخر بمرجعيّة، نفتخر بفتوى، نفتخر بأبطال، نفتخر بشهداء، نفتخر بجرحى، هؤلاء فخرنا، واقعاً هؤلاء زادَهُم إيماناً، نحن أقوى لكنْ نحنُ مشتّتون مَنْ يجمَعُنا؟ سيّد النجف قال: أنا أجمَعُكُم، وعندما صدرت الفتوى تبيّن أنّ هناك طاقاتٍ هائلة في البلد، تحتاج فقط مَنْ تثقُ بهِ، تحتاج مَنْ تُعطي هذا الدم ثقةً به، ثقةً بارتباطه باللّه تعالى، ولم تتردّد لحظةً في أن تستجيب، ولذلك هذه القراءة قراءة دقيقة.

فتوى استطاعت أن تلمَّ الشَعْث، واستطاعت أن توحّدَ الصفّ، لماذا؟ لأنّ الخطرَ عظيم وهو خطرٌ يعصف بالبلاد من أقصاها إلى أقصاها، وبيّنت ذلك بتلك الفتوى وما بعدها، في أن تحافظ على مسار ما نطقت به، وحدّدت المسار وبدأت تدخل في تفاصيل المعركة، ووصايا إلى الأبطال الذين اندفعوا، وكثرت الأسئلة الشرعيّة المتعلّقة بالحرب، هناك بيتٌ يجوزُ لي أن أدخله؟ أو أن أصلّي فيه؟ هناك أغراضٌ متروكة؟ لاحظوا المسألة ليست اندفاعاً عشوائيّاً إنّما مبنيٌّ على دقّةٍ ووعي، فإذا اجتمعت تلك الفتوى مع أناسٍ يترقّبون هذه الفتوى، متهيِّئِين إلى الاستجابة، تكون النتيجة هذه، حتّى ضجّت المعسكرات بأعدادٍ زائدة، فاستطاعت الفتوى أن تلمَّ الشَعْث وتوحّدَ الصفّ.

استطاعت هذه الفتوى أن توقظ القِوى عندنا، أنا سمعتُها من سيّدنا -أطال الله عمره الشريف- (الأمّةُ التي تفقد إرادتها لا تستطيع أن تدافع عن نفسها)، كيف تفقدُ الأمّة الإرادة؟ تشعر بالإحباط، تشعر باليأس وتشعر بالخوف المقرون بالجُبن، هناك خوفٌ غير مقرونٍ بالجُبن، الجُبن رذيلة لكن الخوف غريزة، أحدُهُما غير الآخر، الإنسان العاقل المؤمن يخاف، حتّى الأنبياء يخافون (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ)، لكن تارةً يكون مقروناً بالجُبن والانهزاميّة وتارةً لا.

إنّ المرجعيّة جعلت هذا الخوف مشحوناً بالشجاعة وليس الجُبن، نحن معكم، وهذه الأعداد كانت ترى في أعينها النصر والثبات، ونقلتُ من هذا المكان عن أحد المراجع يقول: (أنا أشهد أنّ هؤلاء الذين استجابوا للفتوى لو كانوا في زمن سيّد الشهداء لكانوا في الصفّ الأوّل)، أؤكّد على التوثيق، هناك قصصٌ لا تهملوها، فهذه قصصٌ غيّرت التأريخ، نحن نكتب التأريخ تارةً بالأقلام وتارةً بالدماء، هؤلاء كتبوا التأريخ بالدماء فحَقَّ علينا أن نكتب تأريخهم بالأقلام.



استطاعت هذه الفتوى أن تُخرجَ هذا الخوف المُلازِم للجُبن، جعلته خوفاً مع الشجاعة، ثمّ بعد ذلك هذه الشجاعة تحوّلت إلى قوّة، وأُزِيل الخوفُ تدريجيّاً، وكانوا كالأبطال لا يخافون.

شابٌّ في السادسة عشر من عمرِهِ لا يعرف طعم الحياة، الحياة أمامه وبإمكانه أن يؤجّل الذهاب إلى الجبهة، وبإمكان الأب والأمّ أن يُبقوه ما شاء الله، إخوتُكَ في العراق كثيرون والفتوى هي دفاعٌ كفائيّ يُغنيك الآخرون، لكنّه لم يرضَ بذلك، يذهب بنفسه بهذا القلب الرقيق على سيّارةٍ مفخّخة، وبيده القنابل ويقفز على السيّارة ويفجّرها ويتناثر جسمُه الطاهر، الإنسان عندما يعتقد أنّه على الحقّ يندفع بشجاعة.

بعضهم كان يُديرُ وجهه يميناً وبعضهم شمالاً، بعضهم على قفاه، الفتوى جعلت الوجوه تستقيم وتنظر إلى الأمام فانتَصَر العراق، هذه حالةُ القوّة التي تشحنُها فينا الفتوى لابُدّ أن نستحضرَها دائماً.

الذين استجابوا وُفِّقوا ولا أقول إنّ المرجعيّة وُفِّقت في الفتوى فَهِي موفَّقةٌ دائماً، بالنتيجة هذا هو التشخيص وهذا هو التوقيت وصدرت، البعضُ وُفِّق للاستجابة والبعضُ للأسف لم يوفَّق، والمرجعيّةُ بيّنت مشاكل البلد قبلَ الفتوى وبعدَها، أنا لا أقصد الخوض في خصوص هذا، لكن بعضُ الناس وُفِّقوا لأن يسمعوا من المرجعيّة كلَّ ما تقول وكانوا ينفِّذون.

في عام (2003) اجتمعتْ أسلحةٌ كثيرة عند الناس، عندما ذهب البعضُ إلى مقرّات النظام السابق هناك من أخَذَ قطعاً من السلاح، الناس تخشى على مصيرها ديناً ودنيا، خصوصاً أنّ الناس لم تتوقّع أنّ البلد سيمرّ بمشاكل سياسيّة وأمنيّة، الناس اندفعت بسؤالها ما مصيرُ هذه الأسلحة؟ المرجعيّةُ قالت كلمتَها: لا يحقّ لكم.. لاحظوا التشخيص، كلّ مَنْ لديه سلاح في بيته من السهل جدّاً أن يتشاجر بالكلام أوّلاً، ثمّ يصعّد المشاجرة وتكون بالسلاح، سأل الناسُ إلى أيّ جهةٍ نُعطي السلاح؟ قال: اجعلوها في المساجد في مقرّات المؤمنين أو عند الوجهاء، ويتذكّر الإخوة كيف اجتمعت الأسلحةُ في المساجد، لماذا؟ لأنّ هؤلاء يسمعون ويُطيعون، الإنسان الذي يعوّد نفسه على طاعة مَنْ يستحقّ الطاعةَ يُوفَّق، أميرُ المؤمنين(عليه السلام) عبارة عن مجموعةِ فضائل نحن نتعلّم منها، (صاحبُكم يُطيع الله وأنتم تعصونه، وصاحبُ أهل الشام يَعصي الله وهم يطيعونه)، هذا تعبيرٌ عن معاناة، (لقد ملأتُمْ قلبي قيحاً) لماذا؟ لعدم وجود الطاعة، الطاعة تُحيي البلاد وتجعل هناك حياةً وحِراكاً وتجعل هناك قوّة.

نسأل الله تعالى أن تُوفَّقوا جميعاً، نحن نعتبر أنّ هذا المهرجان وهذه الذكرى حقّقت بعض ما نريده لهذا الحضور المبارك، في هذه الوقفة لا شكّ ولا ريب الدعاء موصولٌ لسيّدنا ومرجعنا سماحة السيّد السيستاني -أطال الله عمره الشريف-، لولاه لكنّا في خبر كان، والدعاء موصولٌ للسواعد التي ما زالت تحمي البلاد، أولئك المرابطون في سبيل الله، وأيضاً الرحمة لتلك الدماء الزكيّة التي أُرِيقت على أرض الرافدين، ودعاؤنا للعوائل الكريمة وللجرحى الشهداء الأحياء، الذين عندما يراهم الإنسان وأنا أتحدّث عن نفسي، عندما أرى أحدَهم أشعرُ بالتقصير الهائل، هؤلاء أعطوا هذه الأعضاء في سبيل أن يبقى البلد، وبقي البلد والحمد لله، فأنتم أيّها الجرحى لكم منّا تحيّةٌ وسلام، لكم منّا دائماً المودّة والمحبّة والدعاء الموصول بأن يخفّف الله عنكم ألَمَ الجراح.

في السنة الماضية دعونا بحضوركم أن يكشف الله الغمّة المتمثّلة ببلاء كورونا وقد فعل، وإنْ شاء الله لا نرى في هذا البلد إلّا خيراً، وبحضوركم أيضاً نسأل الله أن يكشف الغمّة عن هذه الأمّة، المشاكل في العراق كثيرة، لكن الله تعالى يرفعها إذا وجد منّا التلاحم والصدق والمحبّة والرحمة فيما بيننا، نسأله أن يستجيب دعاءنا ونحن في حضرة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: