الى

وسط حضور جماهيري كبير غصّت به قاعة دائرة صحة محافظة بابل: العتبة العباسية المقدسة تفتتح مركز تراث الحلة..

جانب من الأحتفال
تحت شعار: (الحلة مهد الأنبياء ودوحة العلماء) شهدت قاعة دائرة صحة محافظة بابل بعد ظهر اليوم الجمعة (21ربيع الآخر 1435هـ) الموافق لـ(21شباط 2014م) حفل الافتتاح الرسمي لمركز تراث الحلة التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، وبحضور كبير ومتميّز غصّت به قاعة دائرة صحة بابل لشخصيات دينية وثقافية وأكاديمية من داخل وخارج الحلة، وقد مثّل العتبة المقدسة في هذا الاحتفال وفدٌ رفيع المستوى كان على رأسه أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي إضافة لشخصيات أكاديمية عربية مختصّة بمجال الآثار.
واستُهِلّ الحفل بآيات من الذكر الحكيم، جاءت بعدها قراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء العراق ثم نشيد العتبة المقدسة (لحن الإباء) وكلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة التي ألقاها أمينها العام سماحة السيد أحمد الصافي والتي بيّن فيها:اهل الحلة لا شكّ أنهم أعرف بمدينتهم هذه، المدينة التي سبقت وتسلّقت ربى المجد قديماً بما حباها الله تبارك وتعالى من نعمٍ كثيرة، من موقع جغرافي خاص وجعل نهر الفرات يمرّ بها، حتى أصبحت تغفو على جانبيه، وقد كان لها قديماً وحديثاً دورٌ رياديٌّ باعتبارها همزة الوصل ما بين الشرق والغرب (لمتابعة الكلمة اضغط هنا )
تلتها كلمة مركز تراث الحلة التي ألقاها رئيس المركز السيد رسول الموسوي، والتي بيّن فيها بعد تقديم الشكر والثناء من أهالي مدينة الحلة للعتبة العباسية المقدسة على مبادرتها هذه بإنشاء هذا المركز التخصّصي الذي يعنى بتراث مدينتهم: "وإنه لشرف كبير أن يطأها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) أوّل مرة ويسمّيها قبل أن يكون لها وجود، وشرف آخر أن يدخلها الإمام الصادق(عليه السلام) ويكون له فيها مقام ثابت تاريخياً، كذلك شرف ثالث أنها تُسمّى مدينة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)، لتُكلّل بشرف رفيع وأن تمتدّ يدا أبي الفضل العباس(عليه السلام) الكريمتين اليها، لأنه ساقي العطاشى، وينيرها لأنّه قمر بني هاشم وتقيم عتبته المقدسة هذا الصرح الكبير، والذي يعنى بمدينة أكبر وهي مدينة الحلة".
وأضاف: "إن الحلة لها مكانة رفيعة عند مرجعيتنا الدينية المتمثّلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله الوارف)، حيث قال فيها: (الحلة في عيني)، ليصل هذا الاهتمام لخير من يمثّل المرجعية الدينية العليا وهي عتبات كربلاء المقدسة، حيث كان للعتبة العباسية المقدسة قدم السبق في إقامة العديد من المشاريع العمرانية والثقافية في محافظة بابل، ومنها مركزنا هذا والمعني بتراثها كونها لها جذوراً عميقة ومتأصلة في التاريخ، فإذا وضع تراثها في كفّة ميزان مع أي مدينة أخرى لرجحت كفّة الحلة". كما بيّن السيد الموسوي خلال كلمته هذه الى الهيكلية الإدارية والتنظيمية للمركز وعمله.
أعقبتها كلمة للوفود المشاركة في حفل الافتتاح ألقاها الباحث المصري في علم الآثار والعمارة الإسلامية الدكتور عادل محمد زيادة، أوضح فيها: "إن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً هاماً في إثراء التراث الثقافي للبشرية، فهي تمثّل حلقة الوصل بين التراث القديم والحديث على حد سواء، وأن المحافظة على تراث العراق تُعدّ من أهم الأولويات في الوقت الحاضر وخاصة فيما يتعلّق بالتراث الثري المعماري والتراث المنقول في جميع أنحاء العراق". (اضغط هنا )
جاءت بعدها كلمة الباحث التاريخي الدكتور محمد علوان من جمهورية لبنان والذي أكّد فيها على ضرورة الاعتناء والمحافظة على التراث، كونه يحافظ على هويتنا وبما أننا مسلمون فتراثنا يحافظ على جزء كبير من هويتنا الحقيقية، فتراثنا يقسم الى قسمين: تراث مادي وهو ما خلّفه لنا أجدادنا من مواريث ومشاهد ومقامات، وتراث آخر وهو القيمي والذي لا يقلّ أهمية من المادي كونه جزءً من ديننا فينبغي لكلّ شخص المحافظة على هذا التراث والعمل على نقله لباقي الأجيال".
كما كانت للأكاديميين كلمة في هذا الحفل ألقاها من جامعة بابل الدكتور بدر ناصر حسين وبيّن فيها بعد تقديمه شكر أكاديميي محافظة بابل على الإلتفاتة الكريمة من العتبة العباسية المقدسة وفتحها هذا المركز لكي يكون أحد النوافذ التراثية المهمة التي تطل بها مدينة الحلة على قريناتها من المدن ذات التراث الكبير، من أجل التعريف بها ومحاولة إعادة ما طمس من هذا الإرث العظيم، ونتمنّى من الجهات الحكومية أن تقتدي بالعتبة العباسية المقدسة وتحذو حذوها بإقامتها لكافة المشاريع ومنها المشاريع التي تعنى بالتراث".
تبعتها كلمة المؤرّخين الحلّيّين ألقاها الأستاذ عدنان سماكة، وبيّن فيها: "أن مدينة الحلة هي مدينة الجمال والكمال والنبوغ والذكاء والسخاء ومعقل العروبة وكعبة العلم والأدب أصبحت في عهدها النيّر أعظم الجامعات الإسلامية التي ساهمت في نهضة الشرق الثقافية، وأنجبت الكثير من العلماء والأدباء والمفكّرين في تأريخها القديم والمعاصر، وكان لهم أثر في دعم الحركة العلمية والأدبية وتنمية الشعور القومي والعزّة الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة، وأعتقد أنه من أهم الأسباب والدوافع التي قامت بها العتبة العباسية المقدسة بإقامتها لهذا المركز المهم والذي سيكون بذرة لإعادة تراث وإرث هذه المدينة وبزوغ صرح مبارك في مدينة الحلة".
واختُتِم الحفل الذي تخلّله إلقاء قصائد شعرية وعَرْضٌ لفلم مصوّر بيّن مراحل تأسيس المركز، بتسليم المركز هديةً تذكاريةً للعتبة العباسية المقدسة، تسلّمَها أمينُها العام سماحة السيد أحمد الصافي.
بعدها توجّه الحضور لافتتاح معرض الكتب الحلّية والصور الفوتوغرافية التراثية واللُّقى الأثرية. (لمتابعة ما ضم المعرض من نتاجات اضغط هنا )


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: