الى

كلمةُ الأمانةِ العامّة للعتبة العبّاسية في حفل تخرّج طالبات معهد القرآن الكريم النسويّ من الدورات الصيفيّة في النجف الأشرف

ألقى مديرُ مكتب المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أفضل الشامي (دام توفيقه)، كلمةَ الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة في حفل تخرّج طالبات معهد القرآن الكريم النسويّ من الدورات الصيفيّة في النجف الأشرف والمراكز التابعة له داخل المحافظة، وفيما يلي نصّ الكلمة:


بناتنا الكريمات والعوائل الكريمة الشريفة.. قال اللهُ تعالى في محكم كتابه الكريم: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) صدق اللهُ العليّ العظيم.

بعد الاعتقاد والمعرفة لا يخفى أنّ أهمّ الأعمال التي يتقرّب الإنسانُ بها إلى خالقه جلّ وعلا، هو تعليم الخير للناس ونشر الفضيلة بينهم وهدايتهم إلى بارئهم عزّ وجلّ، من خلال الحبل المتّصل بين الأرض والسماء كتاب الله وعترة رسول الله(صلوات الله عليه وعلى آله)، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض، وقد جاء في الأثر عنه (صلوات الله عليه) مخاطِباً أميرَ المؤمنين(عليه السلام): (يا عليّ لئنْ يَهدي اللهُ بكَ رجُلاً خيرٌ لكَ ممّا طلعتْ عليه الشمسُ وخيرٌ لك من الدنيا وما فيها).

أيّها السادةُ الأكارم.. لقد استفاضت الرواياتُ والأحاديثُ حتّى بلغت حدّ التواتر، مشيرةً إلى أنّ أعمال العباد تُعرَضُ على رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وعلى آله الأطهار(صلوات الله عليهم أجمعين)، فيسرّهم منها ما يُرضِي الربَّ جلّ وعلا ويسوؤهم ما يُبغضه.

واليوم ونحن هنا في هذه الجامعة العزيزة، نشهد نهاية الدورات الصيفيّة القرآنيّة للبنات الكريمات، أتوجّه لمَنْ تُعرَضُ عليه أعمالنا قائلاً: یا مولانا يا صاحب الزمان، يقدِّم إليك خدّامُ عمّك العبّاس(عليه السلام) عملَهم المتواضع، يقدّمون هذا الزرع الناشئ الذي نأمل حصاد استقامته ومسيرته على قِيَم الإسلام الأصيلة، ليحقّق العدلَ المنشود تحت رايتك سيّدي، نصرةً لدين جدّك المصطفى وولاية أبيك المرتضى(عليه السلام) القائل: (مَنْ غرَسَ أشجارَ التُّقى جنى ثمارَ الهُدى)، وإيماناً منّا يا بن رسول الله يا سيّد العصر بأمِّك الزهراء(عليها السلام) وهي تخاطبُ المسلمين في مسجد النبيّ: (أنتم عبادُ الله نصب أمرِه ونهيِه، وحملةُ دينِه ووحيِه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأُمَم)، وسعياً لتحقيق الرّضا ممَّنْ نتشرّف بخدمتهم كانت المسيرةُ في التوجّه للأجيال، من أجل غرس أشجار أمانة الإسلام وقِيَمه وآدابه.

يا بن رسول الله، يا بن أمير المؤمنين(عليه السلام)، يا بن فاطمة الزهراء(عليها السلام)، نسأل الله أن يبارك هذا العمل، وأن يحفظ عتباتنا المقدّسة ويحفظ مراجع ديننا، وأن يمنّ على العامِلِين في هذه العتبة وخصوصاً خادمكم المخلِص سماحة السيّد الصافي وجميع العاملين معه، أن يوفّقهم للمزيد إنّه سميعٌ مجيب، والسلام عليك سيّدي ورحمة الله وبركاته.

وفي ختام كلمتي لا يسعني نيابةً عن الأخوات في المعهد إلّا أن أتوجّه بالشكر والتقدير والثناء، لسماحة السيّد المتولّي الشرعيّ للعتبة المقدّسة، على رعايته الخاصّة واهتمامه الاستثنائيّ لهذا النشاط، وكذلك للسيّد الأمين العام -دام توفيقه- وللإخوة في إدارة العتبة وأقسامها المختلفة، على جهودهم في خدمة هذا المشروع.

وأتوجّه كذلك لجميع مَنْ ساهَمَ في إنجاح هذا اللقاء المبارك وخصوصاً الإخوة الأعزّاء في جامعة الكفيل، داعياً الباري عزّ وجلّ أن يمنّ على الجميع بالقبول والرّضا إنّه سميعٌ مجيب، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمدٍ وآله الطاهرين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: