الى

العتبةُ العبّاسية المقدّسة: العلمُ والأخلاقُ صِنوانِ لا يفترقان

تضمّن الحفلُ المركزيّ بنسخته السادسة للاحتفاء وتكريم الطالبات المرتدِيات العباءةَ العراقيّة داخل الحرم الجامعيّ في محافظة بابل، إلقاءَ كلمةٍ للأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، ألقاها بالنيابة عضو مجلس إدارتها الأستاذُ الدكتور عبّاس رشيد الموسوي.

وقال فيها "إنّه لشيءٌ جميل ومُبهِج أن نلتقي بكنّ على هذا النحو، في فضاء الطهر والقداسة، في البيوت التي أذِنَ اللهُ لها أن ترفَعَ ويُذكرَ فيها اسمُه، لنرسمَ لوحةً من لوحات تعظيم الدين وتوقير واحترام الأمرِ الإلهيِّ المقدّس، وأبهى ما في تلك اللوحةِ وأثمن، أنّها تعكس قناعة بناتنا، وجوهرهنّ وفطرتهنّ، وذلك أولى بالإعلانِ وأوفقُ للعمل؛ لكونه عكس خياراً ذاتيّاً، وتجاربَ شخصيّةً نابعة من إيمانٍ وقناعة؛ وهو ما تقرّ له العيونُ وتنشرحُ له الأرواح؛ ذلك أنّ الإكراهَ على الفضيلةِ لا يصنعُ المرأةَ الفاضلة، كما قد قِيلَ سابقاً".

وأضاف "وما يبعثُ على الابتهاجِ فيه أنّه يكونُ في الزمن الذي نشاهدُ فيه التصاعدَ المخيفَ في إفرازاتِ المشهدِ الجامعيّ، التي بدأت تهدّدُ منظومةَ القِيَمِ الأخلاقيّةِ التي لها في نفوسِنا ما يُشبهُ القداسةَ، ومن هنا ندعو القائمين على هذا الشأنِ، إلى أن يَحدّوا من تسارُعِهِ المخيفِ فيضعوا المحدّداتِ الأخلاقيَّةَ والقيودَ الاجتماعيّةَ التي تضبطُ جموحَهُ، وتَحدُّ من إفرازاتِه التي لا يجمعُها والوسطَ الجامعيَّ أيُّ جامع".

وأشار الموسوي "في ظلِّ غيابِ الوعيِ المؤسّساتيّ والمتابعةِ الموضوعيّةِ، ننتظر ذلك اليومَ الذي تأخذ فيه إدارةُ الجامعاتِ دورَها الرقابيَّ المهنيَّ والوظيفيَّ والأخلاقيَّ والتربويَّ والعلميَّ، للإعلان عن ضوابطَ وأنظمةٍ وتعليماتٍ تُـــقَنَّنُ وفقَ إجراءاتٍ منضبطةٍ ذاتِ سلوكٍ تعبيريٍّ حقيقيّ، تضبطُ أخلاقيّاتِ الحرمِ الجامعيّ، وتكبحُ جماحَ ما تسلّلَ إليه من عاداتٍ وتقاليدَ دخيلةٍ، للحيلولةِ دونَ انتهاكِ حرمةِ دُورِ العلم، والمحافظةِ على كرامةِ طلّابِها".

وأكّد أنّ "العلمَ والأخلاقَ صنوان لا يفترقانِ، ويبقى لكُنّ ولأخرياتٍ مثلكنّ فضلُ محاولةِ تصحيحِ المسار، وإيقادُ الضوءِ في نهايةِ النفق، أنتنّ هنا لتسجيلِ موقفٍ نبيلٍ بالوقوف بوجه تلك التحدّياتِ السلوكيّةِ الخطيرةِ، وتلك المظاهرِ التي بدأتْ تجتاحُ الحرمَ الجامعيّ".

واختتم "لا نملك سوى الشكر لكنّ، ولعوائلَ وقفتْ وراء هذا الصنيعِ، ولجامعاتٍ رحّبتْ به، ولعماداتٍ شجّعتْ عليه، ولأساتذةٍ أكفاء وملاكاتٍ وظيفيّة سهّلوا الدربَ وعبّدوه، والشكر موصولٌ لشعبةِ العلاقاتِ الجامعيّة التابعة لقسم العلاقات العامّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، التي كانت وراءَ إقامةِ هذا المحفلِ، وشكراً لكلِّ من دعا وأسهمَ وشاركَ وحضر".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: