الى

العتبةُ العبّاسية المقدّسة: لا مَعنى لتغذية العقل بالعِلم من دون تغذية القلب والوجدان بالقِيَم الدينيّة الخلقيّة الرفيعة

العقلُ والقلبُ صِنوان يتآزران في تكوين شخصيّة المرأة المتوازنة، ولا معنى لتغذية العقل بالعِلم والمعرفة من دون تغذية القلب والوجدان بالقيم والمبادئ الدينيّة الخلقيّة الرفيعة، ومن أبرز هذه القيم العفّة والحياء، والرزانة والاحتشام، وهي قيمٌ تمثّل العباءة الإسلاميّة في كنهها الحقّ دليلها الأجلى.

بهذه الكلمات استهلَّ ممثّلُ العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور أحمد صبيح الكعبي كلمته التي ألقاها نيابةً عنها، في فعّاليات اليوم الثاني من حفل تكريم الطالبات المرتديات للعباءة العراقيّة داخل الحرم الجامعيّ، في جامعات وكلّيات محافظة بابل.

وبيّن كذلك "أليس الحياء ومصداقه الظاهريّ (الحجاب) هو خيرٌ ومقامٌ سامٍ؟ أليس من الحكمة أن نلتزم به ولا ننساق خلف التبرّج والميوعة، ممّا هو أدنى حتماً ومقامه مقامٌ وضيع!!".

وأضاف "دأبت العتبةُ العبّاسية المقدّسة ممثَّلةً بسماحة متولّيها الشرعيّ وأمانتها العامّة، عبر تشكيلاتها المختلفة، أن تقدّم وتنظّم وترعى برامجها التوعويّة والتثقيفيّة والتبليغيّة، الساعية إلى تفعيل وتدعيم وتنمية هذه السلوكيّة الحميدة، لتكون بناتنا مثَالاً حيّاً للاقتداء بسيّدات الطهر والعفّة والحياء سيّدات بيت النبوّة".

وبيّن الكعبي "يأتي حفلنا الكريم هذا ليكون واحداً من تلك البرامج ذات الصبغة الاحتفائيّة بصفوة من بناتنا النجيبات، ممّن اقترَنَ فيهنّ النوران الأبلجان: نور العلم ونور العفاف، وحسنَ هذا الاقتران صانعاً للشخصيّة الزينبيّة الأصيلة الجديرة بحمل مشاعل التربية الخلقيّة، التي تبدّد بعضاً من حلكات واقعنا الاجتماعيّ الراهن".

وأكّد "العباءة الإسلاميّة إذن فيضُ الحياء في مجلي الوقار، واعتلان جمال العفّة من قلب الأستار، فهي ليست أمارة انكفاءٍ وانغلاق، بل هي صونٌ لأعماق الكيان، من الابتذال والاعتلان، فهي إذ تقي الجسد من أن يستسهل الناظر ترسيم حدوده، تكون حجاباً رمزيّاً يقي القلب من أن تنفذ إليه التصوّرات المنحرفة، والقناعات الزائغة".

موضّحاً أنّ "العباءة بهذا المعنى مغزى دلاليّ مضاعف، ظاهر وباطنيّ، إذ هي في غرضها الحقّ لا تغطّي وتحجب جسد المرأة فحسب، بل ينبغي أن تحجب كيانها كلّه، فمن هذا الاحتجاب الكيانيّ تنبعث الهيبة، هيبة البحر الهادئ التي تنبعث من احتجاب أعماقه وبعد غور أسراره".

وتقدّم الكعبيّ في ختام كلمته بالشكر لأقسام العتبة العبّاسية المقدّسة المختلفة، التي عملت على إنجاح هذه الفعّالية، خصوصاً قسم العلاقات العامّة متمثّلاً بشعبة العلاقات الجامعيّة والمدرسيّة التابعة له، على جهودهم المبذولة لإقامة هذا المُلتقى المبارك.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: