الى

يا نفسُ من بعد الحسينِ هوني.. ليلٌ عاشورائيّ يتجلّى بطعم الوفاء لمصاب أبي الفضل العبّاس

تواصلت المواكبُ العزائيّة الكربلائيّة بشقَّيْها (الزنجيل واللطم) وأفواجُ المعزّين، بتوافدهم على العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، مستذكرين تلك المصيبة التي أقرحت جفون أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وأسبلت دموعهم، وأَوْرثتهم الكربَ والبلاءَ إلى يوم الانقضاء.

وما إنْ حلّ عصرُ هذا اليوم السادس من المحرّم، بعد اختتام مراسيم العزاء الخاصّة بليلة الأنصار (عليهم السلام) ويومهم، كانت تلك المواكبُ المعزّية من أطراف كربلاء وأصنافها على موعدٍ مع العزاء، الذي تجلّى بطعم الوفاء لمصاب السقّاء حيث ليلة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).

ففي هذه الليلة ويوم الغد السابع من المحرّم هناك مراسيم وطقوس عزائيّة خاصّة، لشخصيّة أبي الفضل العبّاس(سلام الله عليه) شبل حيدر الكرّار وحامل لواء الإمام الحسين(عليه السلام)، الذي سطّر أروع المواقف يوم ملحمة الطفّ الخالدة، والذي وضع بمواقفه بحوراً من الدروس والعِبَر، ومنها أنّه استَسقى في هذا اليوم الماءَ لجيش الحسين(عليه السلام) وعياله، وظهرت فيه بطولات أبي الفضل(عليه السلام) بسقايته العظمى.

وكما جرت العادةُ العزائيّة كانت بداية انطلاق المواكب المعزّية من أطراف كربلاء وأصنافها وهيئاتها (زنجيل- لطم – تشابيه)، من عند مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مروراً بصحنه الطاهر، ثمّ تنطلق صوب صاحب الرزيّة الكبرى الإمام الحسين(عليه السلام) مروراً بساحة ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن، ليُقام هناك مجلسٌ للعزاء.

وأُقِيمت هذه الطقوس العاشورائيّة تواصلاً مع ما سبقها من أيّام العزاء، وتبعاً لجدولٍ زمانيّ أعدّه قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة التابع للعتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية، وسط استنفارٍ أمنيّ وخدميّ من قِبل منتسبيها، لخلق أجواءٍ عزائيّة وانسيابيّةٍ في التنقّل والحركة سواءً للزائرين أو للمواكب العزائيّة نفسها.

#الحسين_نهج
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: