الى

اليومُ السابع من المحرّم توسّم بأبي الفضل العبّاس (عليه السلام).. لماذا؟

اعتاد محبّو أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعُهم في إحيائهم أيّام عاشوارء، أن يُخصّصوا ليلة اليوم السابع ونهاره من شهر محرّم الحرام، لإحياء ذكرى شهادة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).

وقد يُطرح سؤال: لماذا جاء هذا التخصيص؟

إنّ اختيار وتخصيص اليوم السابع لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، قد جاء وفقاً لما ذُكِر في الروايات أنّه في اليوم السابع من محرّم الحرام سنة 61 هـ، التاع أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) كأشدّ ما تكون اللوعة ألماً ومحنة، حينما رأى أطفال أخيه وأهل بيته وهم يستغيثون من الظمأ القاتل.

فانبرى الشهمُ النبيل لتحصيل الماء، وأخذه بالقوّة، وقد صحب معه ثلاثين فارساً، وعشرين راجلاً، وحملوا معهم عشرين قربة، وهجموا بأجمعهم على نهر الفرات، وقد تقدّمهم نافعُ بن هلال المرادي وهو من أفذاذ أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)، فاستقبله عمرو بن الحجاج الزبيدي وهو من مجرِمِي حرب كربلاء، وقد عُهِدت إليه حراسةُ الفرات، فقال لنافع: ما الذي جاء بك؟

فقال: جئنا لنشرب الماءَ الذي حلأتمونا عنه..

فقال: اشرب هنيئاً.

فأجاب: أشرب والحسين عطشان، ومَنْ ترى من أصحابه؟!..

فقال له: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وُضِعنا بهذا المكان لمنعهم عن الماء…

ولم يُعنَ به الأبطالُ من أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)، وسخروا من كلامه، فاقتحموا الفرات ليملأوا قِربَهم منه، فثار في وجوههم عمرو بن الحجاج ومعه مفرزةٌ من جنوده، والتحَمَ معهم بطلُ كربلاء أبو الفضل(عليه السلام) ونافع بن هلال، ودارت بينهم معركةٌ إلّا أنّه لم يُقتَلْ فيها أحدٌ من الجانبَيْن، وعاد أصحابُ الإمام بقيادة أبي الفضل(عليه السلام) وقد ملأوا قِربَهم من الماء.

وقد روى أبو الفضل(عليه السلام) في ذلك اليوم عطاشى أهل البيت(عليهم السلام)، وأنقذهم من الظمأ، وقد مُنِحَ منذ ذلك اليوم لقبَ (السقّاء) وهو من أشهر ألقابه، وأكثرها ذيوعاً بين الناس، كما أنّه من أحبّ الألقاب وأعزّها إلى نفسه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: