بمشاركة العتبة العباسية المقدسة أقام المعهد الطبي التقني –بغداد- مؤتمره العلمي الأول للتخصصات الصحية والطبية لهيأة التعليم التقني، وتحت شعار: (النهج العلمي طريقنا للبناء والتقدّم)، وذلك يوم الأربعاء وللمدة من (24-25جمادى الأولى 1435هـ) الموافق لـ(26-27آذار 2014م) وعلى قاعة الكلّية التقنية الإدارية وبحضور نخبة من الباحثين من داخل العراق وخارجه، حيث يهدف الى إبراز أهمية البحث العلمي ودوره في تحسين المستوى العام للخدمات الصحية والطبية ودعم النهج العلمي للأبحاث العلمية الصحية والطبية ذات الطابع التقني التطبيقي.
ويأتي هذا المؤتمر ضمن خطوات العتبة العباسية المقدسة المستمرة لدعم النشاطات والفعاليات التي تعنى بالطبقة الجامعية أساتذةً وطلاباً، والهادفة الى زيادة تثقيفهم بالثقافة والمعرفة المحمدية الأصيلة وفتح آفاق بحثية وتنظيرية جديدة بشكل أوسع والعمل على الارتقاء بالبحوث العلمية والأدبية التي تساهم في تحقيق النهضة العلمية والأدبية والتنموية في المجتمع.
استُهلّ المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم كلمة لرئيس هيأة التعليم التقني الدكتور عبدالكاظم جعفر الياسري والتي بيّن فيها: "ليس الهدف الحقيقي من هذه المؤتمرات هو أن تكون هناك مؤتمرات تُسجّل من أجل رفع مستوى الهيأة في مؤسسات التعليم العالي في العالم، وإنما الهدف أن تكون هناك إنجازات حقيقية وأن تكون هناك بحوث رصينة تُضاف الى الواقع العملي، وكذلك تهيئة البحوث التطبيقية الفعالة لتطوير الواقع العلمي والصحي بشكل خاص في المجتمع"، وفي الختام وجّه الياسري شكره للعتبات المقدسة بشكل عام والعتبة العباسية المقدسة بشكل خاص على هذا التوجّه النبيل لخدمة العلم والعلماء والمجتمع.
أعقبتها كلمة الجهة المشاركة في المؤتمر وهي العتبة العباسية المقدسة ألقاها رئيس وفدها المشارك السيد عدنان جلوخان الموسوي والتي بيّن فيها: "حينما نذكر التقنية لابدّ أن نذكر الله سبحانه وتعالى ونشكره على إلهامه لنا هذه التقنية فهو صاحب التقنية الأوّل، والذي وهبنا هذه الحجة الباطنة التي تُبدع وتخترع هذه التقنية ألا وهي العقل، فحينما خلق الله العقل قال له: أقبل، فأقبل. ثم قال له: أدبر، فأدبر. فقال له: سأضعك في أحبّ الخلق اليّ، بك أُثيب وبك أُعاقب. إذن العقل هو الهبة العظيمة المُثلى التي وهبها الله سبحانه وتعالى لخلقه، وبما أن هذا الخلق هو الإنسان وهو أحبّ وأشرف المخلوقات الى الله، والله تعالى يقول في محكم كتابه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) لذلك نرى أنّ الله سبحانه قد سخّر كل المخلوقات في هذا الكون لخدمة الإنسان".
مُضيفاً: "أدعو الى استخدام العقل في الاتجاه الصحيح وفي إنتاج التقنية التي تخدم البشر ولا يكون ذلك إلّا بالرجوع الى القرآن الكريم والسنة النبوية ومنهج أهل البيت(عليهم السلام) باعتبار أنّ العلوم الأولى نجدها فيهم فإذن يجب أن نستخدم العقل فيما يُرضي الله ولا نسخطه علينا، وهذه العلوم هي التي تعمل على خدمة البشر ومعالجة مشاكل المجتمع".
كما كان لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور حيدر قاسم الموسوي كلمة ألقاها وأوضح فيها محاور المؤتمر والتي تضم البحوث الطبية وتشمل: (تقنيات صناعة ووقاية الأسنان, تقنيات الصيدلة, تقنيات التمريض والقبالة والتوليد, تقنيات صحة المجتمع, تقنيات التأهيل الطبي والعلاج الطبيعي وغيرها من البحوث الهادفة في المجال التطويري للتقنيات المستخدمة) ومحور افتتاح معرض التقنيات للأجهزة الطبية التخصصية الحديثة".
وبعد افتتاح المؤتمر وانتهاء الجلسات وُزّعت الشهادات التقديرية لكلّ من شارك وساهم بإنجاح هذا المؤتمر العلمي الأول.