الى

العتبة العباسية تؤكد على اهتمامها الكبير بالمشاريع القرآنية المباركة

اكدت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة على اهتمامها الكبير بالمشاريع القرآنية الهادفة لترسيخ الثقافة والقيم الإسلامية والقرآنية الرصينة.

جاء ذلك خلال الحفل الخاص بتكريم الفائزات في المسابقة الوطنية الخامسة لحفظ القرآن التي اقيمت بالنجف الأشرف بحضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي.

وشهد الحفل كلمة للأمانة العامة القاها المعاون التربوي لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة الدكتور حسن داخل وفيما يلي نص الكلمة:

أولت العتبة العباسية المقدسة اهتماما خاصا بالمشاريع القرآنية وولد من رحم هذا الاهتمام مؤسسات تخطط وتنفذ وترعى مثل هذه المشاريع، وما معاهد القرآن الكريم المباركة إلا بعض تجليات هذا التطلع إلى نشر القيم القرآنية والعمل على رؤية أثرها العملي جليا في سلوك الأفراد، ونظامها موجها وهاديا لمسار المجتمع نحو التقدم والازدهار.

إذ إن منشأ هذا الاهتمام هو الاقتناع الراسخ بأن التردي الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي يرزح فيه المجتمع اليوم، إنما هو نتيجة للإنحراف عن الطريق الذي رسمه القران، وما من سبيل إلى أن يكون لهذا المجتمع دولة كريمة ومقام محمود بين المجتمعات إلا باتباع طريق القرآن والعودة إلى ذلك المسار الإلهي وإلى نظام الحياة الذي اقترحه القران علينا، وكان وعده صريحا: ﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾. إنما القرآن منبع ذلك الماء السماوي الذي ينساب في القلوب القاحلة المجدبة، فيحييها مروجا خضراء.

واليوم يُقدم معهد القرآن الكريم النسوي إسهاماً آخر في هذا المشروع الكبير، لإشاعة الثقافة القرآنية وترسيخها في نفوس الأفراد وسلوكهم، وما أجمل وأبهى وأسمى المسابقات التي تتخذ من النص القرآني أفقا يتنافس فيه المتنافسون من غير أن نجد فيهم خاسرا مدحورا... فكلهم فائز ظافر، ما لهج لهم بكلام الله لسان، واستنار جنان... لتؤول نفوسهم إلى يقين واطمئنان... ولكن ما معنى أن نقرأ القرآن ونحفظه في هذه الرؤية، أن نقرأ القرآن هو أن نكون مقروئين من لدن القرآن وبه، ففي فعل القراءة الحق اللائق، يجب أن نتيح للقرآن فيما نقرأه، أن يُقرأنا أنفسنا بما هو النور الذي نبصر بكلماته ظاهر أنفسنا وباطنها، وعيها ولا وعيها، سطحها وإغوائها السحيقة، التي ليس بمستطاع أي كتاب بشري أن يبلغها ويضيئها، أن نحفظ القرآن هو أن نحفظ رسالته في أعماقنا، في أفق انتظارها الذي أودعه متكلمه فينا، لتصير الباعث والمحرك لكل فعل وسلوك.

ختام قولنا هذا شكر وثناء لكل من أسهم واجتهد في هذا الحدث القرآني المجيد، شكرا وفرا مستهله لمعهد القرآن الكريم النسوي الذي لا يدخر القائمين عليه وسعى في كل ما من شأنه خدمة كتاب الله تعالى، وإشاعة قيمه وتعاليمه، وامتداد الشكر والثناء لكل من شارك في هذه المسابقة الثرة، وغنم منها لسانه وقلبه أعظم مغنما، شكرُ مشكور بالتهنئة والمباركة لكل المشاركات الفاضلات في هذه المسابقة، لا سيما للأخوات الفائزات بأعلى مراتبها.

إن حمل كلام الله في الصدور وإظهاره في السلوك لشرف لا يناله إلا ذوي الحظوظ العظيمة، وأمانة لا يستطيع حملها إلا من اصطفاه الله تعالى ليكون من خير عباده، من الذين يتعلمون القرآن ويعلمونه، نسأل الله تعالى لكم ولنا مزيدا من التوفيق في خدمة كتابه الكريم والعمل على أن يسود نهجه القويم، ليحيا الناس على الأرض حياة قرآنية، تيسر أمر الوعد المنتظر، وعد أن يرث الأرض عباد الله الصالحون، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: