الى

السيد الصافي: يفترض أنْ ينهض البلد بأهله نهضة قوية ويتوجّه الى بناء نفسه من خلال ما لديه من مخزون وثروات وطاقات..

اليوم يفترض أن ينهض البلد بأهله نهضة قوية ويتوجّه الى بناء نفسه من خلال ما لديه من مخزون وثروات وطاقات، نحن نحتاج الى تخطيط زراعي وصناعي إضافة الى التخطيط الأمني، هذا مابيّنه الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي خلال الكلمة التي ألقاها بحفل افتتاح مجمّع الجود للأنشطة والمستلزمات الزراعية الذي أقيم صباح اليوم الخميس (17جمادى الآخرة 1435هـ) الموافق لـ(17نيسان 2014م) في مقرّ المجمع في مدينة كربلاء المقدسة.
وأضاف: "وعيُنا أن نحافظ على استقلالية البلد في هذه الجوانب الكثيرة، بالأمس القريب كان العراق يصدّر التمور الى العالم والآن الأسواق مملوءة من التمور المستوردة من خارج العراق، هذه المعادلة قد يراد لها فيما مضى سياسة التجهيل والتفقير، ولكن اليوم يفترض أن ينهض البلد بأهله نهضة قوية ويتوجّه الى بناء نفسه من خلال ما لديه من مخزون وثروات وطاقات".
وأوضح السيد الصافي: "أعتقد أنه من المسائل المهمة لنهضة أي بلد هناك مجموعة عوامل وفي طليعتها العامل الفكري والحضاري، وهو من العوامل التي تجعل البلد في مقدمة البلدان، أمّا العامل الثاني هو توفير الأمان سواء كان المقصود بالأمان بالمصطلح الأمني فالجانب الأمني في أي بلد مهم، وأيضاً هناك أمن آخر وهو الأمن الدوائي من خلال توفير المستلزمات الصحية، وأيضاً هناك أمن إذا لم يكن بمستوى هذه الأمور المتقدمة فهو بمستوى أعلى ألا وهو الأمن الغذائي؛ وذلك لأن الأمن الغذائي قد يضرّ بلداً بكامله بسبب التبعية الاقتصادية، وهذه التبعية لا تجعل استقلالية للبلد في مجموعة من القرارات قد لا تبدو ظاهرة للمواطن لكنها تجعل البلد يئنّ تحت أزمات كثيرة".
مُضيفاً: "العراق فيه من الثروات الكثير ولعلّ الشيء الذي جعل العراق يمتاز عن غيره بوجود رافدين أساسيّين وهما دجلة والفرات، ولكن طيلة الفترات السابقة لم يحسن استثمار هذه النعمة الاستثمار الأمثل، وعندما نراجع الخارطة سريعاً نرى أنّ اكثر من ثلاثين الى أربعين سنة مرّت لم تعالج مشاكل التصحّر بالبلد على الرغم من وجود هذين النهرين، ولم نعمل في أن نقلّل من هدر هذه المياه الى البحر وأن نرفع من مناسيب المياه من خلال بناء مجموعة من السدود التي من شأنها أن تجعل الماء دائماً متوفر والتقليل من ظاهرة التصحّر، بل هناك مشاكل قد تحدث كما مرّت في الأيام الماضية عندما حاول البعض من الذين لا دينَ لهم أن يتحكّموا بالمياه بالطريقة التي مرّت علينا، هذا يُنبئ أنّ النعم الإلهية لو لم تُراعَ وتُعطَ لها الأهمية الكبيرة قد تكون والعياذ بالله تحدث مشاكل كبيرة نحن في غنى عنها".
ثم عرّج السيد الصافي في كلمته عن المشروع مُبيّناً: "إنّ مشروعنا هذا يصبّ في هذا الجانب الأخير وهو الأمن الغذائي، وقبل أن أتحدّث أحبّ أن أؤكّد على أنّ العقل العراقي لا زال عقلاً مفكّراً مبدعاً وأنّ هذا الإنتاج هو إنتاج عراقي، للأسف في السنين السابقة هذا الإنتاج لم تكن له أرضية في البلد؛ بسبب السياسات الظالمة اضطرّ العلماءُ والمفكّرون أن يغادروا خارج العراق لتحتضنهم تلك الدول من أجل أن تبني زراعتها واقتصادها، اليوم حاولنا قدر المستطاع أن نُرجع الكفاءات العراقية الى موضعها الطبيعي ونبدأ بإنتاج هذا المعمل هنا في هذه الأرض".
وأضاف: "المشروع هذا ليس بالصغير والقليل بالمستوى الذي يؤثّر على الأمن الغذائي، أنا أدعو كلّ شخص مهتم بهذا الجانب أن ينفتح على هذا المشروع وأن يبحث عن خلفية المشروع وما هي المعطيات التي يولّدها هذا المشروع، وهذا مشروع بلد بكامله لذلك نحتاج الى دعم من البلد، من غير المعقول أنّ هناك أناس يفهمون هذا المشروع وهي بإمكانات صغيرة، والمؤسسات المهمة بالدولة قد لا تلتفت اليه ولا زالت قد تستورد بعض المنتجات التي تُصنَعُ هنا تستوردها من الخارج بأسعار تثقل كاهل الدولة ومن علماء عراقيين أيضاً، ودورة الإنتاج عندما تكون داخل البلد تحمل المسؤول في أي موقع كان مسؤولية مهمة، هذا البلد يحتاج الى نهضة اقتصادية مهمة والاقتصاد جزء مهم منه هو الزراعة، ولعلّنا في كلّ عام نعاني من مشكلة الميزانية وهناك مخاوف من أهل الشأن أنّ العراق لا زال أحادي الإنتاج وأنّ النفط معرّض لكذا وكذا، الأرض عندنا والمياه عندنا والطاقات موجودة أعتقد أنّ المعادلة غير متكافئة عندما نفكّر في جانب ونترك جوانب كثيرة أخرى".
وأكّد الصافي: "المشروع هو بداية الى مشاريع مهمّة يجب أن تضع الدولة أيضاً يدها عليها نحتاج أن يكون الفلّاح بمستوى من الوعي والإدراك، وهذه مسؤولية الدولة وليست مسؤولية الفلّاح حتى يعرف كيف يستثمر الأرض، هناك أراضٍ أصبحت جرداء بسبب السياسات غير المُحكمة، وتتحوّل مساحات زراعية كبيرة كانت بالأمس الى أراضٍ سكنية بسبب غياب التخطيط الدقيق للمدن وعدم رفد المواطنين بوحدات سكنية، بدل أن تصلح الأرض بدأت تحوّلها الى مناطق سكنية، وبعد النظر هذا ليس مشكلة الإنسان بقدر ما هي مسؤولية تقع على عاتق الدولة".
يُذكر أنّ فكرة المشروع هو إنشاء مجمّع صناعي لإنتاج المستلزمات الزراعية من الأسمدة الزراعية المركّبة والمكمّلات والإضافات الغذائية الحيوانية ومصنع المبيدات الإحيائية (الآمنة بيئيّاً)، وأنّ المنتوجات مركبات آمنة بالمطلق للبيئة لأنّ هذه الصناعات هي بحدّ ذاتها تتطلّب مناطق نظيفة بيئيّاً لكونها صناعات حساسة تجاه الملوّثات ومع ذلك نودّ أن نبيّن أنّ نوع التكنولوجيا التي ستستخدم في مجمع الأسمدة المركبة تراعي كافة المتطلّبات للحفاظ على بيئة العاملين في المشروع وبيئة المكان، عبر استخدام الأنظمة المغلفة في الإنتاج والمناقلة والبعد الطبيعي للمساحات الخضراء حول المشروع بشكل كامل.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: