الى

للسنة الثانية على التوالي وتشجيعاً للطالبات المرتديات للعباءة العراقية: العتبة العباسية المقدسة تكرّم عدداً من طالبات جامعة بابل..

جانب من حفل التكريم
تزامناً مع ذكرى ولادة سيّدة الحجاب والعفة والمثل الأعلى له السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) وتحت شعار (من ينابيع صفاتها نقتدي بحجابها) أقامت العتبة العباسية المقدسة وللسنة الثانية على التوالي حفلاً لتكريم الطالبات المحجبات المرتديات للعباءة الزينبية العراقية من جامعة بابل وذلك عصر يوم الجمعة (25جمادى الآخرة 1435هـ) الموافق لـ(25نيسان 2014م) وعلى قاعة الإمام موسى الكاظم(عليه السلام).
الحفل يأتي ضمن برامج مشروع فتية الكفيل الوطني الذي تتبنّاه العتبة العباسية المقدسة، ويهدف هذا التكريم لترسيخ وتجذير وإشاعة ثقافة الحجاب في الوسط الجامعي، والعمل على تكريسه في نفوس وعقول الطالبات الجامعيات.
الحفل الذي استُهلّ بآيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة لشهداء العراق ونشيد العتبة المقدسة شهد حضوراً واسعاً لأعضاء مجلس إدارة ومسؤولي أقسام العتبة العباسية المقدسة يتقدّمهم أمينُها العام سماحة السيد أحمد الصافي إضافة للطالبات المكرَّمات واللاتي بلغ عددهنّ (230 طالبة) وأولياء أمورهن.
تلتها كلمة إرشادية وتوعوية ألقاها سماحة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي والتي بيّن فيها بعد تقديم التهاني والتبريكات للحاضرين والمشتركين بإقامة هذا الحفل المبارك: "واقعاً ممّا يسرّ الإنسان أن يرى كوكبة صالحة من بناتنا ومن أخواتنا وهنّ يحثن الخطى من أجل الحضور المشرّف عند فاطمة الزهراء(عليها السلام)، ولعلّ الحديث عن الزهراء حديث طويل لكنّنا جزماً لا نستطيع أن نوفي ولو مقداراً صغيراً من حقّها(سلام الله عليها) فهي سيدة نساء العالمين وهي التي أبرزها النبي(صلّى الله عليه وآله) في أحلك ظرف عندما واجه تحديات العقيدة بأهل نصارى نجران، وجعلها المرأة الوحيدة ضمن هذه المجموعة التي ضمّت النبيّ والوصيّ وجعلها المرأة التي يُباهل بها النبيّ(صلّى الله عليه وآله) لاشكّ أن عمر الزهراء(عليها السلام) عمر طويل لأنه عمر العطاء الحقّ، وعمر العطاء الحقّ لا ينضب وإن كان عمرها قد يكون بين الثمانية عشر عاماً أو أكثر بقليل لكنّ العمر الحقيقي للزهراء(عليها السلام) لا يعلمه إلّا الله تبارك وتعالى، وإنّ يوم القيامة سيكون لها مكان عظيم وشأن كبير ورفيع لا يمكن أن نحيط به".
مُضيفاً: "نريد أن نذكّر بالنسبة لأخواتي وبناتي والتذكير مهم ووجه التذكير أنّ السير على خطى الزهراء(عليها السلام) يعني الحجاب، ولابُدّ أن نكون أقوياء في إبراز عقيدتنا، لابُدّ أن نكون نمتاز بالثقة الكبيرة في إبراز هذه العقيدة، وهذا ليس تحدياً بقدر ما هو التزام سلوكي، وعندما يعتزّ الإنسان بعقيدته يتمسّك بها والحجاب كما لا يخفى على حضراتكم له نحوان عندنا: الحجاب الظاهري الذي اهتمّ الإسلام كثيراً بالأمور الظاهرية الهندام اللباس النظيف الحشمة عدم الضرب بالأرجل حتى لا تُبدى الزينة، عدم إظهار ما لا يجوز إظهاره لاشكّ هذا كله حجاب ظاهري، والشارع المقدّس اهتمّ به كثيراً وبالمنظور الخارجي الإنسان إذا رأى امرأة محجّبة يزداد احتراما لها حتى الإنسان المريض نفسياً عندما يرى امرأة كيّسة محجّبة تحترم شخصيتها لا يدنو منها، لأنّ هذا الحجاب فيه جلال فيه وقار وهذا الجلال والوقار والهيبة يفرضها حتى على غير الملتزم، فلابُدّ للأخوات الكريمات أن يعتززن بهذا الحجاب وان يعزّزن موقفهن هذا بالإصرار عليه والدقة في التعاون معه وزيادة الثقافة فيه أيضاً، ومحاولة إشعار المحيط الذي يتحرّكن فيه أنهنّ صاحبات مبادئ صاحبات قيم مع كونهنّ في مسلك علمي والحجاب لم يمنع العلم أصلاً".
وبيّن السيد الصافي: "لا زالت صرخة الزهراء الى يومنا هذا ولا زال التاريخ ينقل عن النبي(صلّى الله عليه وآله): (فاطمة بضعة منّي من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) لا زالت تدوّي (إنّ الله تعالى يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها) الزهراء التي امتازت بمميزات كبيرة وواسعة فعليكنّ التمسّك بطريق الزهراء (عليها السلام) لأنّ النجاة من ورائها قطعاً".
أمّا النوع الثاني من الحجاب فأوضحه السيد الصافي: "الحجاب الباطني أن المرأة عندما تكون بهذه الصورة المشرقة أمامنا وهي صورة العفة وصورة النجابة لاشكّ أنّها تنطوي على صورة باطنية أقوى من هذه الصورة وهي صورة الحجاب الحقيقي في داخلها، الإنسان عندما يتعوّد دائماً على المعروف يتعوّد دائماً على العفّة يشعر أنّ أيّ شيء خلال ذلك يحطّ من قيمته حتى لو لم يجد أحداً يراه؛ لأنّ الله تعالى هو الذي يراه، الإنسان عندما يبتعد عن المعصية دائماً الله تعالى يهيّئ له أسباب الارتياح النفسي يهيّئ له أسباب الرضى أسباب الاستقرار النفسي".
مُؤكّداً: "أغلب مشاكلنا بسبب تعاوننا مع الشرّ، لم نرَ يوماً أهل شرّ بينهم خير، أغلب المشاكل أن نبتعد عن الشرّ أمّا إذا أنا أعرف حدودي وأنت تعرف حدودك شرعاً سوف لن تحصل لدينا مشاكل، كلّ المشاكل الموجودة عندنا علاقة الأب مع الابن بحدود، العلاقة إذا تصرّف الابن خلاف الشرع تحدث مشكلة، الزوج مع زوجته الصديق مع صديقه الصديقة مع صديقتها كلّ مشاكلنا لأنّنا نبتعد عن الشرع، وتعرض عليكم في حياتكم اليومية كثير من المسائل غير الشرعية، الحجاب عبارة عن حدّ من حدود الله، الرجل لا يحقّ له أن يتجاوز هذا الحجاب ولا المرأة لها الحقّ أن تتجاوز بداخلها هذا الحدّ ستكون مشكلة (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والإنسان يبحث عن الاطمئنان ولا يمكن الاطمئنان بغير ذكر الله".
مُضيفاً: "الحجاب عبارة عن وقاية للمرأة وصيانة لها، وهيبة وجمال المرأة في حجابها نحن نقدّس المرأة المحجبة ونشدّ على أياديها بكلّ معنى التشجيع والتثبيت وأن لا تتأثّر بأيّ دعوى خلاف ذلك، بالعكس المرأة الصالحة يصلح المجتمع بها، ستكوننّ في المستقبل إن شاء الله أمهات ولاشكّ أنّ هذا الابن عندما يتربّى في حجر امرأة تعرف معنى الحجاب وكيف تتعامل معه سترضعه مع الحليب المبادئ الصالحة الخيّرة التي يحتاجها المجتمع، وتبدأ تضخ للمجتمع الصلاح من خلال الصالحين فالأم تربّي توجّه والمرأة لها هيبة وهذه الهيبة مقرونة بهذا الحجاب فهي عبارة عن قطعة من الحياء إذا سلب الحياء منها خرجت أصبحت حالها حال أي سلعة من السلع".
واختتم السيد الصافي كلمته: "نسأل الله تعالى أن يزيد في حجابكم وأن يزيد في عدد المحجبات ويبارك لكم في هذه الخطوة ودائماً تذكّروا الزهراء واجعلوها نصب أعينكم وإذا أعوزتكم النصوص عن حياتها(سلام الله عليها) عرّجوا على واقعة الطف واجعلوا من السيدة زينب(عليها السلام) المثل الأعلى للمرأة، ولاحظوا في واقعة الطف رغم الظروف الصعبة كانت زينب(عليها السلام) قائدة ونِعْمَ القائدة، ولم يحدّثنا التاريخ أصلاً على أنّها تسامحت في حجابها بالعكس في هذا الوضع كلّه وهي ملتزمة بعفّتها وحجابها".
واختُتم الحفلُ الذي تخلّلته موشحات دينية قامت بأدائها فرقة إنشاد العتبة الحسينية المقدسة، بتوزيع الهدايا على الطالبات، معتبرات هذا التكريم هو دافع معنوي من أجل الاستمرار على هذا النهج باعتباره من أهمّ الأمور التي دعا اليها الإسلام, وأن يجعلن من الزهراء(عليها السلام) القدوة الحسنة والتحلّي بأخلاقها وصفاتها..
تعليقات القراء
3 | نرجس الموالي | الجمعة 12/09/2014 | العراق
اللهم يحفظكم و يديم اعمالكم ... يا خدمة حبيب رسول الله موفقين للاحسن بحق الحسين و كفيل زينب (عليهم السلام)
2 | مريم الحيز | الاثنين 28/04/2014 | المملكة العربية السعودية
سد الله خطاكم دائماً على طريق الخير والهدايا والصلاح
1 | خادمة العليلة | السبت 26/04/2014 | العراق
انا اشكركم جزيل الشكر على هذه المساهمة المباركة التي تفرح قلب الزهراء (عليها السلام) وقلب الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف -- واتمنى ان يصل دعمكم وتشجيعكم المبارك الى كل طاليبات جامعات العراق الواتي يرتدن العبائة الزينبية في الجامعة لان هناك من طاليبات العلم في هذا المجال تحتاج الى الدعم والتشجيع والوقوف ضد كل من يمنع هذه الثقافة التي تجلب لطالبة العلم المهابة والامان والاحترام
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: