الى

العتبة العباسية : مشاريعنا في صميم أهداف التنمية المستدامة

أكد عضو مجلس إدارة العتبة العباسية الدكتور عباس رشيد الموسوي، أن مشاريع العتبة المقدسة في صميم أهداف التنمية المستدامة وتحقيق السلام والرفاه للمجتمع.

جاء ذلك في كلمته، اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر السنوي الأول لأهداف التنمية المستدامة والتجارب المحلية وقصص النجاح في تطبيق اجندة 2030 تحت شعار "رفاهية المستقبل بحماية الحاضر"الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة بالشراكة مع وزارة التخطيط .
وجاء في نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه وعلوِّ مكانه، حمداً له بجميع محامده كلّها على جميع نعمه كلّها، وأزكى الصلاة وأتمّ التسليم على سيّد من خلق، وصفوة من اصطفى، وأفضل من اجتبى، وأكرم من اعتــُـــمِد .... وتحياتٌ زاكيات على الراسخين في العلم درجات أهل بيت نبيه محالّ معرفة الله، وسدنة رسالته وموضع هدايته المستدامة، وسلّم تسليماً كثيرا.
وبعد ...
فعندما يُراد منك أن تعيش مع الآخر، وأن يشاطرك حياتك.. هذا يعني أنّ عليك أولاً أن تنظّم أمرك بلحاظ أمره، ومثلما تطمحُ أنت أن تكفل لنفسك حياةً حرةً كريمة، فإنّ عليك أن تضمن له مثل ذلك، وأن تحبّ له ما تحبّ لنفسك، وأن تلحظ مصالحه وأنت ترعى مصالحك، حاضراً كان معك، أو غائبا، حيّاً يـــنـعم بحياة راهنة أو مستقبلية..
وعندما تتحدث بمنطق كهذا تكون قد لامست ما سمي بعصرنا هذا بأهداف التنمية المستدامة.
ولا شك أيها الأخوة أن هذا مبدأٌ إسلامي قبل أن يكون مبدأ إنسانياً تصالحت على مضمونه جماعات، ونأت عنه أخرى، وأيّدتــه شعوب، وعارضته أخرى...
ولكن حين حلّت بكوكبنا كوارث بشرية، وعصف بالبيئة ما عصف، وتزايد النموّ السكاني، واكتوى بالفقر، وحاصره غول التصحر، وانحسرت آفاقه الخضر، ونغل تحت جلد أطرافه الجوع، وشحبت وجوه فيه باعتلال صحي، وخشي الأميّة وظلماتها، وتهددت كائناته وأصناف فيه بالتلاشي والانقراض
عند ذاك تصالحت قيادات دولـــه أهداف رأوا فيها حلولاً مستقبلية لمستقبلٍ مشتركٍ آمن ولكن تلك الأهداف وإن كانت غير ملزمةٍ قانونا، لكن دولاً كثيرة وضعت لنفسها خططاً لتحقيقها، وراحت تتابع تقدّمها ولاسيما في الأهداف الأكثر مساساً بمواطنيها ضمان تمتعهم بالسلام والسلامة والازدهار.
وقد وضعت العتبة العباسية المقدسة ابنة هذا الوطن البارة، وأمّ أبنائه الرؤوم، نصب عينيها تلك الأهداف لا لأنها أهداف عالمية، بل لأنها في صميم رؤيتها الإسلامية والإنسانية.
وراحت توزع هذه الأهداف العريضة على مشاريعها كلّها، كي يحقق كلّ مشروع منها هدفاً أو أكثر، ولعلكم سترون في تجوالكم اللاحق في مشاريعنا، وستسمعون ما يغني عن قول شيء فيها.
نعم، أيها الأخوة، فقد غطّت تلك الأهداف العريضة أو كادت، كما أنها غطت مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا الحبيب.
فقد استحدثت في طيات مشاريعها نظماً وتدابير تحدّ من فقرٍ لطبقات واسعة، أو تحول دونه
واستهدفت في مشاريع أخر توفير الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة وتعزيز الزراعة المستدامة، ودونك بدل المثال أمثلة، فقد اخضرّت بمشاريعها صحراء، وأينعت ثماراً ونخيلاً ما سمع بأسمائها إلا اباؤنا الأولون، ودونكم الحزام الأخضر أيضا، والقائمة تطول...
ولقد ضمــنت صحياً منتسبيها فضلاً عن شريحة كبيرة أخرى، مع ضمان تمتّعهم بأنماط عيش طيبة وصحية، وأحرزت تقدّماً في زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة والمرافق الصحية، وأسهمت في الحد من تنامي الأوبئة، وحفظت ما حفظت من موت محتوم، ولولا غصة في الحلق من تذكر الماضي القريب لاستعرضنا صنيعها في زمن الكورونا بل صنائعها وما أكثرها!
ومن قبل كان وباء داعش الذي كاد أن يقضم النسل والحرث، لولا نهج سيّدها سيد النجف الذي تتشرف أنها تستن بهديه، وتنهل من فيض ممثله متوليها الشرعي الذي يرسم لها الرؤية والرسالة والأهداف سماحة السيد أحمد الصافي أدام الله خدمته وعزّه.
ولها في ميدان التعليم قصة تروى؛ ضمِنت فيها تعليماً نوعياً مميزاً، منصفاً، وعزّزت فرص التعليم لفئات محرومة مدى حياتهم، كما أن لها في محو الأمية باعاً محموداً ولها في تمكين المرأة، وتوفير فرص العملِ اللائق بها، وحقّها في التعليم مجال طيب ، وخصصت مشاريع لضمان توافر المياه، وعوّلت في كثيرٍ من مشاريعها على تقديم خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، وعززت مشاريعها الكثيرة في البلاد النموَّ الاقتصاديَّ المستدام، ووفّرت فرص عملٍ لائق لفئات كثيرة محرومة، وأقامتْ بنى تحتية قادرة على الصمود، وحفّــزت بصناعاتها التصنيع المستدام، وشجعت الابتكار واحتضنت المواهب وآمنت بعقول أهلها العراقيين تحفيزاً وتعزيزاً وتشجيعاً لإدامة الابتكار.

كما عملت على ضمان حصول الكثيرين على مساكن وخدمات أساسية ملائمة وآمنة وميسورة َالتكلفة، ورفعِ مستوى بعض الأحياء الفقيرة بسبل شتى، كما عززت الجهود الرامية إلى حماية وصون التراث الثقافي والطبيعي العالمي.
كما أنها استخدمت في كثير من مشاريعها أساليب الإنتاج الصديقة للبيئة، وعززت الدعم المجتمعي لتنفيذ بناء القدرات، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، وقدّمت المساعدات الإنمائية الرسمية لمستحقيها من المؤسسات الحكومية والأهلية، وراحت تشجع وتعزز الشراكات العامة مع القطاع العام والقطاع الخاص وشراكات المجتمع المدني الفعالة..
ألم أقل إن مشاريع العتبة العباسية المقدسة في صميم أهداف التنمية المستدامة وفي طريق تحقيقها الواسع.
لذلك سعت على إقامة المؤتمر السنوي الأول لأهداف التنمية المستدامة، تحت شعار (رفاهية المستقبل، بحماية الحاضر)
أفاض الله على شريكتنا في هذا المؤتمر وزارة التخطيط من بركاته، ومن توفيقه ما يسدّد به خطاها
ويمنّ على القائمين عليها ما داموا في هذا الدرب بحسن جزاء المخلصين
ونذكر بالثناء والتقدير الباحثين الأفاضل، ورؤساء الجلسات، وممن سيتصدى لإغناء المؤتمر بمداخلة أو نقاش أو حوار
ونزجي الشكر لمن دعوناه فحضر، فله منّا بالغ الاعتزاز والتقدير
كما نشكرُ كلّ من أسهم في إقامة هذا المؤتمر النوعي، لجانا تحضيريةً وعلميةً وفنية جماعاتٍ وأفرادا.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: